بيان ناري للمرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام المنسقية الاقليمية بالسمارة في قضية الاهمال الطبي بمصلحة المستعجلات
تلقت تنسيقية المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام بالسمارة ليلة البارحة وجود حالات مرضية بمصلحة المستعجلات بالمركز الإستشفائي الإقليمي بالسمارة تشكو الإهمال الطبي الشديد والتقصير من طرف إدارة هذا المستشفى و الأطر الصحية العاملة به، وعند انتقالنا لعين المكان عاينا بالفعل وجود هذه الحالات ورصدنا حجم معاناتها من الإهمال و اللا مبالاة خاصة من لدن الطبيبة المداومة التي أظهرت الكثير من التعنت في أداء واجبها المهني.
وكانت الحالات المرضية التي تم رصدهاعلى الشكل التالي:
– حالة الطفل ” عبد الرحمان بيد الله ” البالغ من العمر 16 سنة، و الذي تم نقله من طرف أسرته لهذه المصلحة وهو في حالة إغماء تام في حدود الساعة السابعة مساء، وظل طريحا لأزيد من ثلاث ساعات دون أي معاينة من الطبيبة التي لم تكن متواجدة بالمصلحة كل هذا الوقت، وهو ما تسبب في احتجاج الأسرة والمرافقين.
– حالة الطفل ” محمد عالي بليزيد ” البالغ من العمر 10 سنوات، والذي كان قد تعرض لحادث سقوط من سطح أحد المنازل المجاورة لبيت أسرته بحي العودة، وهو ما تسبب له في إصابة على مستوى الرآس، حيث تم نقله من طرف الأسرة لهذه المصلحة في حدود الساعة العاشرة مساء ليتلقى فقط الإسعافات الأولية على أمل نقله إلى المستشفى الجهوي الحسن بن المهدي بمدينة العيون لاستكمال بقية الفحوصات، ورصدنا تأخر عملية النقل لأزيد من ثلاث ساعات.
عملية المعاينة شملت كذلك حالات أخرى لنساء عانين من نفس الإهمال والاستهتار، وبناء على ذلك فإن المنسقية الإقليمية للمرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام بالسمارة ترصد الملاحظات التالية:
– ضعف الإمكانيات المادية واللوجستيكية بهذا المركز الاستشفائي والغياب غير المبرر للأطقم الطبية وخاصة منهم المداومين، ناهيك عن التجهيزات الطبية (جهاز السكانير، التحاليل..) وهو ما دفع ويدفع الإدارة إلى نقل المرضى إلى مختلف المدن الأخرى لاستكمال الفحوصات والعلاج كما وقع الليلة لحالة الطفل ” محمد عالي بليزيد”.
– افتقاد هذا المستشفى لغرفة إنعاش مجهزة ماديا وبشريا وهو أمر ينعكس بالسلب على الخدمات العلاجية المقدمة ويساهم بقوة في نقل المرضى لمستشفيات أخرى تتوفر على هذه الخدمة المحورية والحساسة وهو ما عايناه الليلة حيث تم الاحتفاظ بالطفل ” محمد عالي ” بقسم المستعجلات رغم حالته الحرجة التي تتطلب غرفة الإنعاش الغير متوفرة.
– تعنت الطبيبة المداومة و عدم قيامها بواجبها المهني و الإنساني بالسرعة المطلوبة و لا مبالاتها بالنداءات المتكررة وصرخات ذوي المرضى.
– إجراءات نقل الطفل المصاب ” محمد علي ” ليلة البارحة اتسمت بالكثير من التأخير والتخبط من طرف إدارة مستشفى السمارة وكذلك تماطل مستشفى بن المهدي بالعيون في الموافقة على استقباله.
إننا في المنسقية الإقليمية للمرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام بالسمارة وإذ نستنكر بشدة ما عاناه المرضى ليلة البارحة من إهمال و تقصير في أداء الواجب المهني من طرف الاطر الصحية مع غياب تام للمسؤولين عن القطاع الصحي و المنتخبين على حد سواء فإننا نؤكد أن كل ذلك يزكي بما لا يدع مجالا للشك ما كنا قد ذهبنا إليه في صرختنا الحقوقية السابقة و التقارير التي اعقبتها من تفشي مظاهر الفساد بإقليم السمارة عامة بما في ذلك المؤسسات الصحية وخدماتها العلاجية المتردية وهو ما له انعكاسات سلبية على مسألة الحق في العلاج والحق في السلامة الصحية بشكل يضع الجميع أمام مسؤولياتهم.