• ماي 3, 2025

حزب العدالة و التنمية ودموع التماسيح

لا تتغير وجوه قياديي حزب العدالة والتنمية، ولا تنتفخ أوداجهم عند المحطات الوطنية الفاصلة مثلما تنتفخ حينما تشعر هذه القيادات بأنها مستهدفة لفقدان مقاعد برلمانية، فلا صوت يعلو لديها فوق الصوت الرنان للكراسي البراقة، ولا حديث يسود في مؤسساتها سوى عن حديث الكعكة التي تزين رفوف الحياة الدنيا وليس لها في الآخرة من نصيب.

بمجرد أن توافقت الأحزاب السياسية الستة على اقتراح تغيير القاسم الانتخابي من اعتبار الأصوات الصحيحة إلى اعتبار الأصوات المسجلة، حتى رفع الحزب عقيرته إلى السماء، مُرْغِدا ومُزْبدا، مشكِّكا تارة في عدم دستورية الاقتراح ومهددا تارة أخرى، وكأن البلد قشة في مهب الريح يفعل بها ما يشاء، أو أنه رهينة لديه يرسو به حيث يشاء، هذا ما يفسر التصريح الغريب لسعد الدين العثماني بأن خسارة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات هو إساءة لصورة الديمقراطية في المغرب؛ فمتى كان وجه المغرب رهينا بانتصار حزب معين أو خسارته؟

إننا أمام براغماتية فاقت الوصف أو التوصيف، براغماتية تنهل من قاموس الدين إبان الحملات الانتخابية لتحسين فرص الفوز والاكتساح، وتنهل خارج هذه الحملات من قواميس الشعبوية والبلطجة لإرساء القوانين التي تساير ما تشتهيه أنفس قياديي “المشروع الإسلامي” وما تلذ به أعينهم، وليس في ذلك أدنى لوم عليهم ما داموا يؤمنون حتى الثمالة بأن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة