العزاوي .. عداء مغربي يحقق إنجازات عالمية بإمكانيات ذاتية بسيطة
في منعطفات قمم الجبال البرتغالية التي كانت مضمارا لبطولة العالم للسباقات الجبلية، رفع العداء المغربي الحسين العزاوي راية المغرب عاليا مرتين، مرة حين احتلّ الرتبة الرابعة في البطولة، وهو أول إنجاز من نوعه يحققه عداء إفريقي وعربي، ومرة ثانية بين يديه تعبيرا عن حبه لبلده.
الإنجاز الرياضي الجديد الذي حققه العداء المغربي المتحدر من الجنوب الشرقي للمملكة، وتحديدا من مدينة زاكورة، في بطولة العالم للسباقات الجبلية، التي احتضنتها البرتغال خلال الفترة ما بين 29 أكتوبر وفاتح نونبر الفائتين، سبقتْه إنجازات أخرى، لكنّ لم يحْظ، إلى حد الآن، بأي التفاتة، سواء من المؤسسات الرياضية المغربية الرسمية أو من الخواص.

يقول الحسين العزاوي، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، تعليقا على الإنجاز الرياضي العالمي الذي بصم عليه في أعلى قمم جبال البرتغال: “حققت نتيجة جيدة، وتحدثت عني مجلات رياضية عالمية، ولكنني لم أحْظ بأي التفاتة داخل بلدي الذي أعدو تحت رايته في كل الملتقيات الرياضية التي أشارك فيها”.
ورغم شهرته كعداء متألق في السباقات الجبلية فإن ابن زاكورة لا يستفيد من أي دعم، بل إنه لا يحظى حتى بأبسط شروط الرعاية التي يتلقاها العداؤون قبل خوض السباقات، ويلخّص المرارة التي يشعر بها قائلا: “دخلت للسباق بلا مدرب، بل حتى بدون الحصول على حصة التدليك (الماساج)”.

وعلاوة على النتائج الجيدة التي يحققها في السباقات العالمية التي يشارك فيها، يحرص العزاوي على تجسيد الروح الرياضية على أرض الواقع.. ففي بطولة العالم للسباقات الجبلية بالبرتغال بصم العداء المغربي الشاب على التفاتة إنسانية حين توقف عن الركض وانحنى لمساعدة خصمه في السباق، العداء النرويجي ستيان أنجيرموند، بعد كبوة تعرض لها على مشارف نهاية السباق.
وعلّق أحد أقارب العداء المغربي على هذه الالتفاتة في “تدوينة” على “فيسبوك” قائلا: “الذي استوقفني في هذا المشهد الرياضي والإنساني غير المسبوق هو السلوك النبيل للعزاوي، إذ بينما كانا ومنافسه يتنافسان على موقع في منصة التتويج، قرر العزاوي مساعدة ستيان، ودخلا معا في الصف نفسه”.

وإلى حد الآن لم تشفع للحسين العزاوي إنجازاته الرياضية التي حققها في عدد من البطولات الدولية، ولا أخلاقه في مضمار السباقات، في أن ينال ما يستحق من رعاية واهتمام، بل إنه حين يعود إلى المغرب يأتي حاملا حقيبة ظهره وينزل في المطار دون أن يجد من يسقبله حتى بإكليل ورد.
ويؤكد العداء أن جميع مصاريف مشاركاته في البطولات العالمية يؤدّيها من جيبه، قائلا: “أقسم بالله إيلا كلشي من جيبي، وراه ماشي ساهل تشرّْف المغرب في بطولات كبيرة بإمكانيات بسيطة وانت جاي من زاكورة”، ويضيف بعزة نفس: “ما كنبغيش نگول لشي واحد اعطيني”.