رسالة إلى المُتخوفين والمُترددين: لم يثبت علميا أن اللقاح ضد كورونا له عواقب “وخيمة” على الصحة العامة للمغاربة
يصر البعض مع اقتراب بدء حملة التلقيح الوطنية ضد فيروس كورونا، على إثارة خطورة اللقاح المرتقب على صحة المواطنين.
هذا النقاش حتى وإن صحيا في جانب منه، فإن الامر يقتضي المقارنة بين أيهما الأكثر خطورة، استمرار فيروس كورونا وحصد أرواح ملايين الناس، أمام التلقيح الذي قد تكون له في أسوأ الأحوال تداعيات جانبية على صحة ما لا يتعدى 8 في المائة من المستفيدين منه، مثل حساسية الحكة وبعض الالتهابات الجلدية لا أقل ولا أكثر، أما ما فوق ذلك من أعراض ومضاعفات جانبية، فهو أمر لم يثبت نهائيا بصفة علمية، وحتى إذا ثبت فإن الأمر يتعلق بنسبة ضئيلة جدا من بين الذين يخضعون للتلقيح.
هذا النقاش المغلوط، يمهد في الواقع لاستمرار انتشار فيروس كورونا، الذي بات يهدد صحة وحياة الملايين من المغاربة عبر ربوع التراب الوطني، بينما اتضح من خلال الدول التي شرعت في التلقيح، أن النتائج كانت دائما إيجابية.
معادلة المقارنة بين الأقل خطرا والأكثر ضررا، تشير إلى أن الاستمرار في التعايش مع الفيروس دون تلقيح ينطوي على مخاطر كبيرة لا سبيل لتفاديها رغم كل ما اتخذته البشرية ودول المعمور على مدى سنة كاملة تقريبا، حيث ما يلبث الفيروس في الاختفاء، حتى يعود بقوة عبر موجات عدوى أخطر من السابق.
الأمر جدي، والخطر جلل، ولا يحتمل التكنهات والفرضيات، ولا مجال للاستسلام للمخاوف غير المبنية على أساس علمي، لذلك من الواجب التسلح بالقناعة العلمية، وبالانضباط للسلطات العمومية صاحبة الولاية في هذا المجال للاستفادة من التلقيح فور توفره لتفادي مزيد من التفشي القاتل للفيروس، والذي يهدد أرواح الملايير من سكان هذه البسيطة.