• ماي 5, 2025

لوس انجلوس..عالم مغربي يطور لقاحا ضد جميع سلالات كورونا

بعد الشهرة التي حظي بها العالم المغربي-الأميركي منصف السلاوي، برز اسم عالم مغربي-أميركي آخر وهو البشير بن محمد، الذي أثار اهتمام الإعلام الأميركي مؤخرا بعد تطويره لقاحا يقول إنه يقضي على جميع سلالات فيروس كورونا.

تنبأ البشير بن محمد، وهو أستاذ بـ”جامعة كاليفورنيا إرفين” بلوس أنجلوس، بالطفرات الحالية لفيروس كورونا، واقترح أيضا حلا يمكن أن يقضي على السلالات الجديدة للفيروس.

ولد البشير بن محمد سنة 1968 بـ”تلمعدرت” قرب زاوية تكانت بمدينة كلميم (جنوب المغرب)، ودرس بمدرسة مولاي أحمد الدرقاوي، ثم انتقل إلى مدرسة عبد الله بن ياسين، حيث حصل على الشهادة الابتدائية. بعدها، انتقل إلى ثانوية الحسن الحضرمي، وحصل على شهادة البكالوريا في الفيزياء سنة 1984 بكلميم.

 لاحقا، انتقل إلى مدينة أكادير لإتمام الدراسات العليا بجامعة ابن زهر، وحصل على إجازة في الكيمياء الحيوية سنة 1989.

بعد ذلك، قرر الرحيل إلى فرنسا لإتمام الدراسة. في البداية، عارض والده الفكرة لكن البشير أصر على ذلك، فحمل حقيبة صغيرة، و2000 فرنك فرنسي، وركب الحافلة متوجها إلى فرنسا.

في فرنسا، تم قبوله في جامعة “جيسيو” Jussieu بالعاصمة باريس، وهناك درس علم المناعة وحصل على دبلوم الدراسات المعمقة.

مباشرة بعد ذلك، أراد متابعة دراسته للحصول على دكتوراه في علم المناعة، وقد كان الأمر صعبا لأن هذا النوع من الدكتوراه يحتاج من الطالب أن يجد مختبرا للقيام بأبحاثه.

ولم تكن ظروفه المادية مساعدة، خاصة وأنه كان طالبا حديث التخرج، ولم يكن لديه عمل قار، لكن شاءت الصدفة أن يلتقي أستاذة فرنسية درسته بجامعة جيسيو، وكان لها مختبر في معهد باستور فساعدته في الدخول إلى المعهد لإتمام دراسته.

فكرة الانتقال إلى أميركا

عندما كان يعمل في مختبر باستور، أخبره مديره في العمل أن هناك فرصة تدريب في الولايات المتحدة مدتها ثلاث سنوات، وأنه سيسلمه بعد عودته منصب باحث في معهد باستور.

قبل الفكرة بحماس، وكانت هذه فرصته لإتمام بحث ما بعد الدكتوراه. التحق بـ”معهد ترودو” Trudeau Institute في مدينة “ساراناك ليك” بولاية نيويورك، لكن وبعد مدة قصيرة حصل على عرض عمل كباحث بمعهد بلوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، وهكذا بدأ مسيرته المهنية في أميركا أواخر 1997.

بعد سنة، انتقل للعمل بالمركز الطبي “سیدرز-سيناي” Cedars-Sinai. وفي سنة 2002، عرضت عليه “جامعة كاليفورنيا إرفين” منصب أستاذ مساعد، وبدأ بالتدرج في الجامعة إلى أن أصبح بروفيسور في الجامعة نفسها سنة 2014.

يشتغل الآن “أخصائيا في المناعة واللقاح”. ويتخصص معهد الأبحاث – الذي يعمل به الآن والتابع لـ”جامعة كاليفورنيا إرفين” – في لقاحات “الوحدات الفرعية” Subunit Vaccine، وهي تشبه ما نطلق عليه باللقاحات الميّتة، وهذا يعني عدم استخدام الفيروس بأكمله بل استخراج فقط قطعة بروتين منه، واستعمالها على شكل لقاح.

ومن مميزات هذه الأنواع من اللقاحات هو أن البروتين المستخدم آمن، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحول إلى الفيروس الأصلي. الهدف في الأخير هو استخدام هذا البروتين لتحفيز مناعة المريض، ودفع الجسد لإفراز ما يسمى بمضادات الأجسام، التي تقاوم وتقضي على الفيروس.

 اشتغل البشير على فيروس “هربس” Herpes simplex لأزيد من 18 سنة وهو فيروس مسؤول عن قرحة الفم والعينين، التي قد تؤدي إلى فقدان البصر في بعض الأحيان. وإلى جانب هذا، أشتغل أيضا على تطوير علاجات مناعية لسرطان الثدي وسرطان البروستاتا.

لقاحات فايزر وموديرنا، التي تم تطويرها الآن، ترتكز فقط على “سبايك بروتين” Spike Protein أو مضادات الأجسام التي تستهدف المستقبلات الموجودة على سطح الفيروس وتحفز استجابة مناعية. بينما اللقاح الذي يقول البشري إنه بصدد الاشتغال عليه -والذي لا يزال في مرحلة ما قبل التجارب السريرية – يرتكز على مجموعة واسعة جدا من البروتينات.

كما نعرف الآن، ففي غضون سنة منذ ظهور فيروس كورونا، لدينا على الأقل ثلاث طفرات، وهي سلالات جديدة من الفيروس ظهرت في جنوب أفريقيا والبرازيل وإنجلترا.

هذه الطفرات الجديدة طوّرت مناعة تحميها من فعالية اللقاحات الموجودة الآن، ولهذا يسعى البشير من خلال اللقاح الذي يشتغل عليه إلى استهداف جميع سلالات هذا الفيروس، حتى التي لم تظهر بعدُ.

ومن أجل القيام بذلك، اقترح البشير استخدام لقاح واحد فقط، وذلك بإضافة بروتينات أخرى للقاح، ويطمح لأن يكون التلقيح أيضا على شكل ملصق يوضع على الذراع بدل حقنه مباشرة في الجسد.

عموما، فاللقاح الذي يشتغل عليه البشير لا يعتمد فقط على “سبايك بروتين” كمضاد حيوي بل على مجموعة واسعة من البروتينات المضادة، وهذه البروتينات تستهدف أساسا البروتينات التي لا تتغير داخل الفيروس، حتى وإن ظهرت سلالات جديدة.

ويقول البشير، إن الابتكار أو الجدة التي أتى بها في اللقاح الذي يشتغل عليه تكمن في ما يلي: فيروس كوفيد-19 ليس أول فيروس يظهر في العالم لسلالة كورونا، كما أنه ليس الأخير الذي سيظهر في العالم، ولكن جميع هذه السلالات لها بروتينات قارة لا تتغير.

وبالتالي فإن البشير سيعمل على تطوير اللقاح بالاعتماد على هذه المعلومة، أي أنه سيستهدف التركيبة الجينية المشتركة بين جميع سلالات هذا الفيروس، وسيساعد هذا ليس فقط في القضاء على الفيروس بل على الجائحة القادمة.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة