• ماي 5, 2025

البرلمان المغربي يراسل نظيره الجزائري ويفضح تدخله في الشؤون الداخلية للمملكة

قدم البرلمان المغربي بمجلسيه، درسا في القانون الدولي والأعراف الدبلوماسية للمجموعات البرلمانية في الجزائر، خلال رده على مراسلة الأخيرة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمراجعة مرسوم الاعتراف بمغربية الصحراء الذي أصدره دونالد ترامب.

وأوضح البرلمان المغربي، حسب نص المراسلة، توصلت بها “كفى بريس”، أن خطوة نظيره الجزائري “بعيدة عن روح الأخوة التي تجمع بلدينا وشعبينا”، مشيرا إلى أن هذا الموقف “يؤكد بالملموس مدى تدخل الجزائر وهيئاتها التمثيلية في شأن داخلي لبلد جار، وفي قرارات سيادية اتخذتها دولة بإدارة مؤسساتها”.

وأكد رؤساء الفرق والمجموعات البرلمانية المغربية، في المراسلة، أن تدخل البرلمان الجزائري “يخالف ما يدعيه الموقف الرسمي الجزائري من حياد مزعوم في كل ما يهم قضية وحدتنا الترابية التي هي من ثوابت أمتنا المغربية”.

وأبرز المصدر ذاته، أن مضمون رسالة البرلمانيين الجزائريين جاء “مع كامل الأسف مخالفا للشرعية الأممية، ويضرب في العمق مختلف قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويعاكس المواقف الدولية وشرعية الأمم المتحدة التي وصفت مقترح المغرب للحكم الذاتي بالجدي وذي المصداقية، مع اعتباره إطارا ملائما لحل هذا النزاع”.

وناشد البرلمان المغربي، في مراسلته، نظيره الجزائري “استحضار ما يجمع بين الشعبين من تاريخ وإرث مشترك”، وأكد أن المملكة متمسكة دائماً بنهج عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلدكم الشقيق، كما هو الشأن مع باقي الدول”.

ودعا البرلمان المغربي بمجلسيه ممثلي الأمة بالجزائر إلى “العمل سويا، بمعية باقي بلدان المنطقة، من أجل بناء اتحاد مغاربي قوي، يحقق مصالح شعوبنا، ويعزز الوحدة والتضامن والتآزر، وتتعاظم في كنفه فرص النماء المقتسم بين كافة المواطنات والمواطنين المغاربيين”، لافتا إلى أن هذا الطموح المغاربي “لن يتحقق باختلاق الدويلات والنفخ في نعرات الانفصال والتعصب القُطري البعيد عن ثقافتنا وحضارتنا”.

وتابع: “لقد كان ومازال منتظرا منكم، كممثلين للشعب الجزائري الشقيق، استحضار كل ذلك التاريخ الطويل من النضال المشترك بين شعبينا في خندق التحرير، من أجل الاستقلال، ضد الاستعمار الذي اختلق بذور التفرقة، وافترضنا فيكم الحكمة التي تجعلكم تتفادون السقوط في فخ الاصطفاف في الصف المساند للطرح الانفصالي غير المجدي، والمدعوم، بلا وجه حق، من قبل الأوساط الرسمية في بلدكم الشقيق”، تورد المراسلة.

وعبر “ممثلو الأمة” في المغرب عن أملهم لقاء نظرائهم الجزائريين لتعميق النقاش حول هذه التطلعات المغاربية، واستشراف سبل العمل المشترك.

والجدير بالذكر، أن المجموعات البرلمانية بالمجلس الشعبي ومجلس الأمة بالجزائر، كانت قد دعت الرئيس بايدن إلى مراجعة قرار ترامب حول الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، إلا أن تجاهل الإدارة الأمريكية الجديدة لمطالب الجزائر الغير الشرعية كان صادما

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة