هكذا تعمدت ألمانيا معاداة المغرب؟

لم يكن قرار المغرب استدعاء المغرب سفيرته في برلين اعتباطيا، بل جاء بعد أن توفرت لديه العديد من القرائن والأدلة والحجج حول تورط ألمانيا في معاداته من خلال:
أولا: التهجم على الوحدة الترابية للمغرب، و هو تهجم زاد حدة بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، بالإضافة إلى محاولات متكررة للمس باستقرار المملكة.
ثانيا: تسريب ممنهج لمعلومات منتقاة بعناية و حساسة متبادلة بين الرباط وبرلين.
لم تتردد برلين  من خلال خارجيتها في التشكيك علانية في شرعية اعتراف الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب بسيادة المغرب على صحرائه،  معتبرة أنّ مضمونه “يخالف الشرعية الدولية”. أكثر من ذلك، سارعت برلين في 22 دجنبر  الماضي، للمطالبة باجتماع مغلق لمجلس الأمن، بهدف مناقشة قضية الصحراء. واستفزّ المندوب الألماني في الأمم المتحدة، كريستوف هيوسغن، المملكة المغربية، حين أبدى تعاطفه مع جبهة البوليساريو بحديثه عن “الطرف الضعيف الذي يعيش الإحباط”. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل بعد تلك الجلسة، رفع ممثل ألمانيا في الأمم المتحدة رسالة إلى رئاسة مجلس الأمن يتبنى فيها رواية “البوليساريو” والجزائر بخصوص انهيار وقف إطلاق النار، وهو ما لم يصدر عن أي بلد آخر.

ويمثّل ملف الإرهاب إحدى أبرز القضايا التي ساهمت في زيادة التوتر، فقد تعمدت السلطات الألمانية “التواطؤ مع مدان سابق بارتكاب أعمال إرهابية، ولا سيما مع الكشف عن معلومات حساسة قدمتها أجهزة الأمن المغربية إلى نظيرتها الألمانية بشأنه”. وطيلة الأشهر الماضية، اشتكت الرباط من صمت برلين على الخطاب التحريضي الذي يروجه انطلاقاً من الأراضي الألمانية، محمد حاجب، المتورط في أعمال إرهابية بدولة باكستان.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة