• ماي 6, 2025

زوجة سليمان الريسوني…اكذبي ثم اكذبي حتى تصدقي نفسك

“اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”، هذا ما قاله ذات يوم جوزيف غوبلز، بوق الإعلام النازي وذراع هتلر القمعية ضد حرية الفكر والتعبير. لكن المقولة صارت مقلوبة في المغرب لأن من يحاولون تطبيقها حرفيا لا يتقنون فن الكذب-لأن هذا الأخير فن لمن ليس له ضمير- فضلا عن أنهم من دعاة الدفاع عن الحرية والحق في التعبير والتفكير.

مناسبة هذا القول، هو ما تنشره زوجة سليمان الريسوني، المعتقل بالسجن المحلي عين السبع 1 بتهمة اغتصاب شاب سنة 2018، من تدوينات وتغريدات مليئة بالادعاءات والكذب حول حالة زوجها، وهو ما تتلقفه بعض المواقع الاجتماعية وتنشره بشكل مغرض، دون اعتماد مبادئ وأخلاقيات الصحافة وعلى رأسها التأكد من صحة الأخبار.

زوجة الريسوني، دأبت مؤخرا على نشر العديد من الإدعاءات دون أن يرف لها جفن. مرة تدعي أن زوجها لا يتمتع بحقوقه داخل السجن، ومرة أخرى انه مضرب عن الطعام ولا يقوى على الحركة، ولم تكتف بهذا الأمر بل وصل بها الهوس بالكذب حدّ الإدعاء بانه يشرف على الموت وأنها أعدت له كفنا في محاولة لاستجداء عطف الرأي العام الدولي، لأن الوطني أصبح يعرف حقيقة ما يجري وخلفية اعتقال زوجها، الذي لا يمكن ان يكون فوق القانون ويفلت من القضاء بمجرد إشهار بطاقة الصحافة، التي لا تعفي صاحبها من المحاكمة في جرائم وأفعال تدخل في نطاق جرائم الحق العام.

وتحاول زوجة الريسوني، ومعها جوقة من المتاجرين بقضايا حقوق الإنسان، الضغط على الدولة والتأثير على مسار المحاكمة من أجل إطلاق سراحه وهو ما يتناقض مع دعوات وشعارات هؤلاء، الذين يطالبون بمساواة المواطنين أمام القانون والدفاع عن محاكمة المعتقلين محاكمة عادلة، متناسين أنهم بادعاءاتهم هذه إنما ينقضون ويخرقون أسس المحاكمة العادلة التي لا يمكن لأي أحد، وأحرى هؤلاء المتاجرين بحقوق الإنسان، المزايدة على القضاء المغربي المستقل عن باقي السلطات التشريعية والتنفيذية، والذي لن يرضخ لنزوات جوقة همها الوحيد هو معاكسة المغرب ومصالحه من خلال التواطؤ مع منظمات دولية تحت غطاء الدفاع عن حقوق الإنسان، وهو ما كشفه العديد من المختصين سواء في المغرب أو في الخارج..

الخروج الإعلامي الأخير لزوجة سليمان الريسوني، والذي ادعت فيه أن زوجها يعيش وضعا صعبا وأن صحته في تدهور مستمر  جراء “إضرابه” عن الطعام، ردّت عليه إدارة السجن المحلي عين السبع 1 مؤكدة أن الحالة الصحية للسجين المعني بالأمر عادية عكس ما يُروج من ادعاءات “لا أساس لها من الصحة”.

وعكس ما تروجه زوجة الريسوني، تضيف إدارة السجن المحلي عين السبع1،  فإن هذا الأخير يخضع للمراقبة الطبية اليومية وكذا لفحوصات وتحاليل طبية لمراقبة مؤشراته الحيوية ووضعه الصحي، وكلها تثبت أن حالته الصحية عادية عكس ما تروج له زوجته من ادعاءات لا أساس لها من الصحة.

كما أن زوجة الريسوني، التي يفترض فيها أن تكون حريصة على صحة وحياة زوجها، لم تحاول أن تقنعه بتوقيف الإضراب عن الطعام، بل شجعته وحرضته على مواصلة الإضراب، غير آبهة بما يمكن أن يترتب عن هذا التصرف من عواقب وخيمة على صحته، حسب ما تبين لإدارة المؤسسة في إطار مراقبتها للزيارة العائلية طبقا للمادة 77 من القانون 98/23 المتعلق بتنظيم وتسيير المؤسسات السجنية.

وعلى النقيض من ادعائها الكاذب من أن الريسوني لم يقو على حمل ابنه، لوحظ أثناء الزيارة التي دامت حوالي ساعة أنه حمل ابنه بين يديه بشكل عادي، تقول إدارة السجن مضيفة، أن سليمان الريسوني يمشي بشكل عادي وبدون إجهاد، داخل المؤسسة أثناء الفسحة والزيارة العائلية والتخابر مع المحامين..، وبالأخص بين طابقي المركز الصحي الذي يأويه، أو خارجها حين خروجه إلى المحكمة.

هذه الوقائع التي تدحض ادعاءات زوجة الريسوني ومن يقف وراءها، تؤكد من جديد أن المتربصين بمصالح المغرب لايزالون يواصلون نشر أضاليلهم وادعاءاتهم الكاذبة لا لشيء سوى خدمة لمصالحهم وتنفيذا لأجندات أسيادهم بالخارج، لكن حبل الكذب قصير كما يقول المثل العربي، ومهما حاولت زوجة الريسوني الاعتصام بحبل الكذب ومخططات المناوئين للوطن سواء داخل المغرب أو خارجه، فإنها لن تفلح في وقف عجلة القافلة التي ستظل تسير، وستظل تكذب ثم تكذب.. حتى تصدق نفسها وتصدقها جوقة المتاجرين بحقوق الإنسان..أما الرأي العام المغربي فهو يعرف تمام المعرفة ما هي خلفيات خرجاتها ومن يقف وراءها في مسرحياتها البائسة.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة