خبير: ألمانيا استوعبت الدرس وفهمت أن المغرب معادلة صعبة في الملف الليبي
استقبل المغرب نهاية الأسبوع الماضي، لقاء جديدا بين الفرقاء الليبيين، تتويجا لمجموعة من الجهود التي تبذلها المملكة المغربية من أجل حل الصراع الليبي الليبي.وجاء هذا اللقاء بالموازاة مع جهود ألمانية مماثلة لعقد لقاء دولي حول ليبيا المعروف بمسار برلين 2 والذي دعت له ألمانيا مجموعة من الدول ومن بينها المغرب.
وفي الحوار التالي توقف الخبير في العلاقات الدولية، حسن بلوان عند هذه النقط..
ما رأيكم في الأدوار التي يلعبها المغرب على مستوى حل النزاع الليبي؟
لا شك أن الاتفاق الأخير الذي تم التوصل إليه بتشكيل حكومة الوحدة الليبية لعب فيه المغرب دورا كبيرا، حيث واكب مجموعة من اللقاءات ساهمت الى حد بعيد في توحيد مؤسسات مهمة في ليبيا. إن نجاح الجهود المغربية في توحيد وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين يأتي بحكم المصداقية التي يتمتع بها المغرب وحياده المطلق وعلاقاته المتميزة مع جميع الأطراف في الشرق والغرب الليبيين.
اللقاء الأخير بين الأطراف الليبية، جاء في سياق توجيه ألمانيا للمغرب للحضور ضمن أشغال مؤتمر برلين 2، كيف تقرؤون التطورات الأخيرة في هذا الملف، خصوصاً وأن نقطة الملف الليبي، من بين النقط الرئيسية في الأزمة بين الرباط وبرلين؟
تأتي دعوة وزارة الخارجية الألمانية للمغرب لحضور أشغال مؤتمر برلين 2 بعد يقين ألمانيا أنه لا يمكن الوصول إلى تسوية من دون مشاركة دولة فاعلة في حل الأزمة الليبية منذ مؤتمر الصخيرات وصولا إلى تفاهمات بوزنيقة، كما جاءت هذه الدعوة بعد فشل مخطط إبعاد المغرب عن قضايا وملفات إقليمية كبرى على رأسها الملف الليبي، وهو ما كان سببا في توتر العلاقات المغربية الألمانية اضطرت معها الرباط لاستدعاء سفيراها في برلين.
هو هل يشكل الملف الليبي مدخلا لعودة العلاقات بين البلدين وتطبيعها في ملفات وقضايا خلافية اخرى؟
يمكن الإجابة على هذا السؤال إنطلاقا من النقط التالية، أولا أن ألمانيا يبدو أنها اقتنعت بعد الاحداث الاخيرة، بالأدوار التي يلعبها المغرب كشريك موثوق للغرب في مجموعة من الملفات خاصة الهجرة والملف الليبي. كما أنها تحاول رأب الصدع في العلاقات مع المغرب وتصحيح خطأ محاولة إقصائه في اشغال مؤتمر برلين1.
المغرب الى حدود اللحظة لم يعلن موقفه من المشاركة في برلين2، ولكن يتجه الاعتقاد بأن المغرب سيتعاطى بايجابية مع هذه الاشارة الالمانية، في افق تبديد الغيوم في باقي القضايا الاخرى خاصة الموقف من قضية الصحراء. كما أنّ المغرب سيبقى وفيا لنهجه الخلاق في نهج سياسة الحياد مع جميع الفرقاء الليبيين في افق توحيد جميع مؤسسات الدولة السيادية وتنظيم الانتخابات كأساس للحل النهائي تحت إشراف الأمم المتحدة.