القانون أكبر من الأشخاص وإضراب “الريسوني” عن الطعام لن يكون وسيلة ضغط على القضاء
تحول التضامن مع سليمان الريسوني إلى موضة رديئة تغزو مواقع التواصل الاجتماعي.
وإذا كان التضامن ممارسة محمودة، فإن التضامن مع شخص متابع أمام القضاء لمجرد أنه صحافي فيه نقش كبير.
هل لأن سليمان الريسوني أضرب عن الطعام لمدة طويلة؟ إذا كان الجواب نعم، فهذا سيكون موجبا لضرب المتابعة القضائية عرض الحائط، علما أن جميع المدانين مرتكبي الجرائم والمخالفات القانونية، سيكون عليهم اللجوء الى خوض الاضراب عن الطعام من أجل الضغط على القضاء.
قد يكون سليمان بريئا من منطلق القاعدة القانونية التي تقول إن كل متهم بريء حتى تثبت إدانته، لكن ذلك لا يُلغي وجوب الاستمرار في المسطرة القضائية إلى حين استكمال جميع مراحلها.
إن لجوء سليمان الريسوني الى الإضراب عن الطعام يشكل وسيلة ضغط على القضاء، ومحاولة لفرض مسار آخر للقضية التي يتابع على إثرها.
قضية سليمان الريسوني ما كان لها أن تعرف هذا الزخم، لولا أنه صحافي، وهنا نبعث برسالة سلبية، مفادها أن متابعة أي صحفي قد تتحول الى أداة لابتزاز القضاء والضغط عليه للي ذراع القانون، لمجرد أن موضوع المتابعة هو شخص يمتهن الصحافة.
في هذه القضية يجب توخي الحذر في قضية التضامن على أساس الانتماء، أو تحت تأثير محاولات خلق واقع جديد لقضية من المفروض أن تخضع للمساطر القانونية.
إن المطالبة بمحاكمة عادلة لسيلمان الريسوني هو أقصى ما يمكن أن يطالب به المتعاطفون معه، وغير ذلك، سنكون أمام ثقافة جديدة تستغل التعاطف لضرب مبادئ القانون بغض النظر عن كل شيء