مواصفات “الجماعة” التي تساند الريسوني: الوصولية وقلة الحياء وكراهية الوطن

يقال عند العرب منذ قديم “وافق شن طبقه”، وهو الترجمة الفعلية للمثل المغربي القائل “الهيشة تقلب على ختها في البحر مائة عام”. ينطبق المثل في أصله العربي أو عندما تمغرب على “الجماعة” التي تساند سليمان الريسوني، الذي وصفه متابع آخر اسمه المعطي منجيب بـ”الصحفي المناضل”.

أكبر نكتة هو أن تُحمل الصحفي مهام رجل السياسة، لأن الصحفي رجل موضوعي يمارس مهنة تثقيفية وإخبارية وله الحق في ممارسة المعارضة من خلال الأطر المخولة لها، لا أن ينوب عن الآخرين في ممارسة المعارضة..لنفرض أن “الصحفي المعارض” صفة ممكنة مسامحة، فأين كان يناضل سليمان الريسوني؟ عندما كان موظفا “سلم خمسة” في بلدية العرائش لم ينتم أصلا للنقابة وكان همه “قنينة وشواية سردين”.

ويضحكنا بعض “مناضلين تعلموا النضال في خمسة أيام” عندما يخرجون من محاكمة رجل متهم بالاغتصاب والاحتجاز، وهو الاتهام الذي أكدته الغرفة الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، (يخرجون) وهم يرفعون شارة النصر. أي معركة يخوض هؤلاء حتى يرفعوا هذه الشارة؟

ليست لهم من معركة سوى الحرب ضد الوطن. كان المعارضون المغاربة من طينة عبد الرحيم بوعبيد وعلي يعتة ومحمد بنسعيد يخرجون من السجن أو يعودون من المفنى للدفاع عن الوطن وعن قضيته الأولى. يوم كان بنسعيد منفيا بباريس ووصلته معلومات عن مؤامرة جزائرية وصلته عن طريق أصدقائه أبلغها لمن يهمه الأمر بطريقته الخاصة. ورغم أن الوضع اليوم تغير وأصبح الجميع يقول ما يريد ويناضل كيف يريد فإن هؤلاء لم يظهر لهم وجود دفاعا عن قضايا المغرب الكبرى.

كان يخرج المناضل رافعا شارة النصر عائدا من معركة كبرى تم ينخرط طولا في الدفاع عن وحدة المغرب وترابه، لكن اليوم يخرج رافعا شارة النصر دفاعا عن شخص معركته الحقيقية مع نصفه السفلي، استغل من لجأ إلى زوجته لتدافع عنه فمارس عليه شذوذه بطريقة تثير القرف عند عامة الناس فما بالك عند من يصف نفسه بالمناضل أو يسميه من يتبادل معه المنافع ب”الصحفي المعارض”؟

كان المناضل يبيع كل شيء من أجل شيء واحد اسمه الوطن. اليوم يبيع الوطن من أجل أدنى شيء. والجماعة التي تركب اليوم موجة الدفاع عن سليمان الريسوني هي “الرباعة” التي لها مصالح ضائعة هنا وهناك، وعلى رأسهم المحامي محمد زيان، هذا الذي كان محاميا للحكومة وأرسل مناضلين من قبيل الأموي إلى السجن، هذه الجماعة تستغل كل شيء من أجل الإساءة للوطن.

محامي كبير، طويل وعريض كما ظهر في الفيديو الشهير رفقة الضابطة المطرودة لسوء سلوكها، يتبنى قضية يعرف جيدا أنها من مهام القضاء، الذي أوقفه لمدة سنة عن ممارسة المحاماة لأنه حقّر مقرراته، لأنه بعد قضى أغراضه من “القرب” ولم يعد يجد “قربا” أصبح كثير الضجيج عل وعسى يسمعه أحد، ولما لم ينصت إليه أحد لأنه أصبح تافها تولى كبر مساندة كل من يلعن المؤسسات حتى لو كان أكبر الانتهازيين.

بالجملة اجتمع في الجماعة التي تساند سليمان الريسوني ما لم يجتمع في غيرها: الوصولية وقلة الحياء وكراهية الوطن.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة