خبراء في الاستخبارات وصحافيون يكشفون معلومات جديدة تؤكد زيف اتهام المغرب بالتجسس
كشفت معلومات جديدة وردت من خلال تصريحات وتحليلات متعددة لخبراء وصحافيين وسفراء سابقين، زيف الإدعاءات التي روج لها متهمو المغرب بالتجسس باستمعال برنامج “بيغاسوس”.
ومن الأساس، شكك خبراء في مجال الاستخبارات والأمن المعلومياتي المتطور، في وجود اللائحة التي زعم انها تضم 50 ألف هاتف كهدف محتمل لبرنامج “بيغاسوس”.
التشكيك رافقته تساؤلات حول المعنى من وجود أرقام هاتفية امريكية، وأخرى مرتبطة بالهتاف الثابت والتي لا يمكن أن تكون هدفا لبرنامج “بيغاسوس” كما ورد في مزاعم “أمنيستي” و”فوربيدين ستوري”.
وبخصوص اللائحة المزعومة، وعبر السفير الفرنسي السابق بالولايات المتحدة الأمريكية جيرارد أرود، الذي يشغل حاليا منصب مستشار لدى شركة NSO في تصريح لصحيفة فرنسية، عن تحفظه بخصوص اللائحة المزعومة بالنظر إلى القيمة المالية الكبيرة لاستعمال “بيغاسوس” وبالنظر أيضا إلى طبيعة العقود التي تبرمها شركة NSO والتي تضع سقفا محددا لعدد الهواتف المستهدفة.
تصريحات جيرارد أرود، عززها برنارد سكوارسيني المدير السابق للمخابرات الفرنسية، بتشكيكه في صحة ادعاءات استخدام المغرب لبرنامج “بيغاسوس”.
واكد برنارد في تصريحات صحفية أنه من الحمق التصديق بادعاءات تجسس المغرب على هاتف الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون.
وبطريقة ساخرة، طالب سكوارسيني موجها خطابه لمن يروج لذلك بأن يجيبوا فقط على سؤال “ماذا قد تكون مصلحة المغرب في هذا التجسس المزعوم؟”.
التساؤل الساخر للمدير السابق للمخابرات الفرنسية، ينضاف إليه تصريح المدير العام الحالي “للوكالة الوطنية الفرنسية المختصة بحماية المعطيات المعلوماتية” غيوم بوبارد، الذي اعتبر أن “بعض الممارسات التي وقفت عليها هذه الوكالة والتي يتم التكتم عنها داخل الأوساط الفرنسية هي أكثر خطورة من الادعاءات التي تستهدف شركة NSO ولا تتعرض لنفس الدعاية والتشهير التي تعرضت لها هذه الشركة الإسرائيلية”.
ويوضح الخلط المتعمد الذي صاحب هذه الادعاءات بخصوص لائحة الـ 50 ألف المزعومة، ما إذا كان هذا الرقم يشمل عدد الهواتف التي اخترقها فعلا بيغاسوس أم هي أرقام كانت مستهدفة فقط (cibles).
من جهتها، اعتبرت مجموعة من وسائل الإعلام غير المنتمية لمجموعة “فوربيدن ستوري”، أن هذا الخلط مصدرا للتشكيك في ادعاءات “أمنستي” ومن سار على نهجها.
وطرحت هذه الوسائل الاعلامية، تساؤلات حول حقيقة استهداف هاتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هل اُخترق حقا أم كان فقط مدرجا في لائحة الاستهداف؟ بالإضافة إلى أن الغموض يلف المصدر أو الجهة التي قد تكون استهدفت هاتف ماكرون.
تأكيدات اخرى على زيف ادعاءات مروجي هذه الاتهامات الموجهة للمغرب، جاءت على لسان مسؤول إسرائيلي داخل “أمنيستي”، الذي كشف في بيان رسمي أن هذه المنظمة لم تقل أبدا أن لائحة الخمسين ألف رقم هي اللائحة التي استهدفها “بيغاسوس”.
واكد أن “أمنستي” كانت واضحة منذ البداية أن هذه اللائحة تضم فقط أرقاما “ذات اهمية” (numéros d’intérêt). ويكفي الرجوع إلى التغريدة الأولى التي نشرتها “أمنستي” في بداية هذه القضية للتأكد من ذلك.
بالنسبة للصحفي كيم زيتر، المختص في الأبحاث المتعلقة بالأمن المعلوماتي، فقد أكد أن مدير شركة NSO أبلغه أن أحد الوسطاء في سوق المعلوميات أخبره خلال شهر يوليوز المنصرم بتعرض serveurs تابع لشركة NSO بقبرص للقرصنة وأن لائحة تتضمن أرقام هواتف يتم تداولها هنالك.
لكن مدير NSO كان حاسما في رده بأن شركته لا تتوفر على serveurs في قبرص وأن اللائحة المزعومة لا تعني NS0 في شيء مثلها مثل لائحة الخمسين ألف رقم.
وحسب الصحافي، فإن مدير NSO أكد أن “بيغاسوس” يتوفر على 45 زبون ولكل زبون 100 هاتف في السنة الواحدة، بالإضافة إلى أن لائحة الخمسين ألف رقم تتضمن أسماء دول ليست زبناء لـ NSO، متسائلا “كيف لـ NS0 ألا تعلم بتسريب تلك اللائحة وأن “لقطة الشاشة” لهذه اللائحة التي اطلعت عليها NS0 لا تشبه بتاتا النظام الذي يشتغل به بيغاسوس”.
وقال أحد الصحفيين الذين شاركوا في صياغة تقرير “أمنستي” و”فوربيدن ستوري” المتعلقة باللائحة المزعومة، في تصريح لإحدى الإذاعات الفرنسية، إن تواجد أرقام صحفيين فرنسيين لم يتطرقوا أبدا للمغرب، بالإضافة إلى ادعاء استهداف أرقام هواتف ثابتة وأرقام هواتف أمريكية التي لا يمكن استهدافها من طرف “بيغاسوس” هو أمر يدعو فعلا للاستغراب.
من جهتها، قطعت الشركة الإسرائيلية NSO المنتجة لبرنامج “بيغاسوس” المثير للجدل، الشك باليقين، وذلك بعد تأكيدها أن هواتف كل من الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية لم يكونوا أبدا أهدافا لـ “بيغاسوس”.
وفي بيان لها أصدرته مؤخرا، أوضحت الشركة الإسرائيلية، أن “كل الدبلوماسيين الفرنسيين والبلجيكيين الذين وردت أسماؤهم في اللائحة المزعومة لم يكونوا هدفا لـ “بيغاسوس”.
كما اكدت الشركة الإسرائيلية أيضا، أنها لن تجيب مستقبلا على أي تساؤل بخصوص هذه اللائحة من طرف وسائل الإعلام، ولن تسمح باستدراجها في أي حملة كاذبة أو مغرضة، مشددة على أن ” اللائحة المزعومة لا علاقة لها بيغاسوس. نقطة إلى السطر”..