لا جديد في حوار الرئيس الجزائري… تبريرات ووهم وقفز على اليد الملكية الممدوة

لم يحمل الحوار الذي اجراه الرئيس الجزائري مع وسائل إعلام محلية، أي جديد بخصوص الخطاب الذي يتبناه عبد المجيد تبون بإيعاز من العسكر.

تبون في حواره كرر الخطاب نفسه والترهات نفسها ودفع بنفسه في الزاوية الضيقة للتاريخ بعد أن قفز على الدعوة الكريمة للملك محمد السادس بفتح صفحة جديدة بين المغرب والجزائر.

الرئيس الجزائري، الذي حاول جهد مستطاعه أن يبدو مرتاحا خلال الحوار، وذلك باصطناع الإسترخاء وفتح رجليه وحركات الأيدي وانحناءات الرأس، لم يكن أبدا مرتاحا وهو يجتر الأسطوانة المشروخة التي أصم نظام العسكر بها مسامع العالم.

وكانت قفزة الرئيس الجزائري على سؤال بخصوص دعوة الملك محمد السادس، واضحة وجلية حيث ارتمى بطريقة بهلوانية في بحر التعميم كما خص رد السفير هلال على وزير خارجية بلاده، بالحيز الاوفر في جوابه على اليد الملكية الممدوة.

وحسب تبون، فإن بلاده لم تتلقى أي توضيحات من المملكة المغربية بعد تصريحات سفيرها في نيويورك الداعمة “لاستقلال منطقة القبائل”.

ويبدو أن الرئيس الجزائري وجد سببا جديدا يكرس من خلاله حقد نظام العسكر على المغرب، فبعد سنوات من ترديد مسألة اعتذار المغرب عن طرد جزائريين واتهامهم بالضلوع في احداث فندق إسلي، ها هو اليوم يمتطي ركوبة جديدة وهي الرد الذي أفحم به السفير هلال رمطان العمامرة.

وتابع تبون تبريراته الواهية، بالقول “بالنسبة لنا، لم تكن هناك استجابة من طرف المغرب للمشكل الحالي الذي نعيشه”.

وأضاف “هناك دبلوماسي مغربي، قام بتصريحات بالغة الخطورة (توزيع مذكرة على دول عدم الانحياز، تدعم استقلال منطقة القبائل)، سحبنا على أساسها سفيرنا من الرباط، وقلنا بأننا سنذهب لأبعد من ذلك، ولكن لم يأتينا جواب”.

وتراجع الرئيس الجزائري سنوات إلى الوراء، ليعود إلى تأكيدات جزائرية سابقة أكل الدهر عليها وشرب بخصوص أن بلاده ليست طرفا في نزاع الصحراء المغربية المفتعل.

وقال تبون، “نحن مراقبون نزهاء فقط، مستعدون لمد يد العون وتنظيم لقاء للطرفين في الجزائر لحل هذا النزاع، برضا الجميع”، وتكفي هذه الكلمات لتضع حوار الرئيس الجزائري في سياقه الذي يستحقه، وهو أن كل ما قاله مجرد محاولة للهروب إلى الامام والتملص من الدعوة الكريمة التي وجهها إليه الملك محمد السادس بشكل مباشر..

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة