فعالية لقاح “سينوفارم” منحت المغرب “مناعة” لمواجهة كوفيد
تمكّن المغرب من تحقيق نتائج إيجابية في مواجهة فيروس كورونا المستجد منذ ظهور أول حالة في الثاني من مارس من السنة الماضية، وبالإضافة إلى الإجراءات الصارمة التي اتخذها المغرب، كان حاسما في الدخول في معركة حثيثة للبحث عن اللقاح المناسب كسلاح للمواجهة، ومنذ البداية توجهت أنظار جلالة الملك محمد السادس وخبراء المغرب في الطب والصناعات الدوائية نحو الصين الشعبية.
لقد تحكمت في المغرب قضية واحدة ألا وهي الحصول على لقاح قادر على مواجهة الفيروس وتحقيق المناعة الجماعية، التي اقترب منها المغرب بشكل كبير جدا، ولم يُدخل في بحثه عن اللقاح الحسابات الجيوسياسية وحتى التجارية، التي هيمنت على الأجواء التي تم فيها اكتشاف عدد من اللقاحات، بل اختار المغرب معيارا واحدا: الفعالية، وبفضل الفعالية التي أبان عنها اللقاح الصيني وكان بمستطاع خبراء المغرب الاطلاع عليها تم اختيار هذه الوجهة بغض النظر عن كل الخلفيات.
ويذكر أن جلالة الملك كان قد أجرى اتصالا هاتفيا في غشت من السنة الماضية بالزعيم الصيني، تم إثره توقيع اتفاقية يشارك المغرب بموجبها في التجارب السريرية الأولية، وكان أن انخرط 600 مغربي في هذه العملية تحت إشراف خبراء مغاربة، الذين تأكدوا من فعالية هذا اللقاح، الذي يعتبر اليوم رائدا مقارنة مع باقي اللقاحات الأخرى، وعلى رأسها لقاح فايزر.
وبفضل هذه السياسة حصل المغرب على أولى الإمدادات بداية السنة الجارية، وبفضل هذا الإنجاز فاق عدد الملقحين بالمغرب اليوم 23 مليون، بمعنى اقتربنا بفضل الله وبفضل هذه السياسة الصحية من تحقيق المناعة الجماعية، الوسيلة الوحيدة لمواجهة فيروس كورونا القاتل.
بداية لابد من التذكير بأن البلد الذي اكتشف اللقاح أي الصين البالغ عدد سكانها المليار ونصف المليار، اقتربت من القضاء على الفيروس، بينما دول أخرى منتجة للقاح ما زالت تعاني بشكل كبير، مثل بريطانيا وهولندا التي ظهرت فيها طفرات جديدة وحتى الولايات المتحدة الأمريكية، بينما البلدان التي اعتمدت اللقاح الصيني استطاعت التغلب على الجائحة، ويكفي أن بعض البلدان تبعت المسار الذي قطعه المغرب مثل الإمارات العربية المتحدة أعلنت هذا الأسبوع العودة الكاملة للحياة الطبيعية.
ومن خلال التجارب العالمية، فكل الدول التي اعتمدت لقاح سينوفارم تسير نحو التراجع الكبير لعدد الإصابات، وعلى رأسها المغرب، الذي حقق إنجازا كبير من خلال سير مؤشر الإصابات نحو انخفاض سريع لا تعرفه كثيرا من دول العالم.