• ماي 8, 2025

الصحراء: القرار الأممي يحصّن المكاسب المغربية والجزائر تعيش الصدمة

خلّف قرار مجلس الأمن الدولي، القاضي بالمصادقة على تمديد مهمة بعثة المينورسو لمدة سنة أخرى ودعوته كافة الأطراف المعنية إلى مواصلة الحوار، ردود فعل غاضبة في صفوف أعداء الوحدة الترابية للمملكة، بعد أن كرست مخرجاته المكتسبات التي حققها المغرب لصالح قضيته الوطنية الأولى.

وأعربت وزارة الخارجية الجزائرية، عن “عميق أسفها” و”عدم دعمها” قرار مجلس الأمن، معتبرة أنه “متحيز” و “يفتقر بشدة إلى المسؤولية والتبصر جراء الضغوط المؤسفة الممارسة من قبل بعض الأعضاء المؤثرين في المجلس”.

وقالت وزارة الخارجية الجزائرية إنه “عقب اعتماد مجلس الأمن للأمم المتحدة للقرار رقم 2602 الذي يجدد بموجبه ولاية بعثة الأمم المتحدة (مينورسو)، تعرب الجزائر عن عميق أسفها إزاء النهج غير المتوازن كليا المكرس في هذا النص”.

في تعليقه على ردود الفعل الصادرة من الجارة الشرقية وصنيعتها البوليساريو، قال الخبير في العلاقات الدولية صبري الحو، أنّها تأتي أساساً لكون القرار الأممي يزكّي المكاسب المغربية، وكونه صاحب حق، ما يمثّل انتكاسة وصدمة للطرف الجزائري، وميليشيات الجبهة الانفصالية.

وتابع صبري لحو أن الجزائر، أصيبت بخيبة كبيرة حيث حملت آمال زائفة واعتقدت بعد عرقلة روسيا للجلسة الأولى يوم الأربعاء، أن القرار سيأتي مغايراً للصيغة التي قدّم بها، غير أن العكس هو ما وقع، حيث جاء بنفس الصياغة ونفس التوجيه، وأكّد على ضرورة حل النزاع بشكل “دائم وواقعي”، ما يتماشى ومبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب.

وصوت لصالح القرار 13 دولة من أصل 15 دولة كانت مدعوة للتصويت، بينها أربع دول دائمة العضوية، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين، مقابل امتناع كل من تونس وروسيا عن التصويت.

وأكّد القرار على ضرورة “استمرارية” مسلسل الموائد المستديرة، بمشاركة كل الأطراف بما فيها الجزائر، كحل “وحيد وأوحد” لتسوية النزاع، في وقت أعلنت فيه الجزائر قبل أسبوع من اجتماع مجلس الأمن بأن رفضها العودة إلى محادثات المائدة المستديرة يعد “رفضا رسميا لا رجعة فيه”.

في هذا السياق، قال صبري الحو، إنّ ما تتشبت به الجزائر وهم ومطالب أكل عليها الزمن، خصوصاً أمام الإجماع الدولي على كونها طرفاً رئيسياً في النزاع، وهذا ما زكاه القرار الأممي الأخير، بالتالي إن كانت سترفض الانصياع لقرارات مجلس الأمن، أعلى هيئة دولية ستجد نفسها تتحدى كلّ المجموعة الدولية.

وشدد المتحدث في ختام تصريحه على أنّ المغرب، بعد جميع المكتسبات الدبلوماسية الأخيرة، في الطريق الصحيح نحو  حسم حلحلة النزاع المفتعل، داعياً جميع المتدخلين من مسؤولياتهم المختلفة إلى مواصلة التعبئة والترافع والعمل من أجل الدفاع عن القضية الوطنية.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة