• ماي 6, 2025

تحليل إخباري: الجزائر والحقيقة الغائبة في قضية “الشاحنتين”

تثير واقعة مقتل سائقي شاحنات جزائرية الكثير من التساؤلات في سياق سعي الجزائر إلى إلصاق تهمة مقتلهم بالمغرب، من بيان الرئاسة الذي يعتبر أقرب إلى التنجيم منه إلى البيان المسؤول الذي يستند عادة إلى معطيات رسمية وحقائق ثابتة لا يمكن تكذيبها أو افتعالها.

ما هو مؤكد من خلال بيان الرئاسة الجزائرية أن السائقين الثلاثة قتلوا فوق أراض مغربية، هذا الأمر مؤكد ولا شك فيه، لكن المريب هو ادعاء مقتلهم بوسيلة متطورة، وهو ما يدفعنا إلى مطالبة الرئاسة الجزائرية بالكشف عن طبيعة هذه الوسيلة مادامت تعرفها.

من يدعي شيئا عليه إثباته وفي هذه القضية ستبدو الجزائر عاجزة، لأن ادعاءاتها محض افتراض، والصحيح أن السائقين الثلاثة عبروا حقل ألغام في منطقة عسكرية، فانفجرت شاحناتهم ولقوا مصرعهم، وهذا الامر بديهي جدا، لأن السائقين الجزائريين ارتكبا خطأ قاتلا وهو استباحة الاراضي المغربية، فكيف تغلق الجزائر مجالها الجوي في وجه الطائرات المغربية، ثم تستبيح الاراضي المغربية.

بهذا المنطق تسعى الجزائر إلى فرض منطق القوة على المغرب بشكل رخيص وهو أسلوب مرفوض ولا يمكن القبول به بتاتا، لأن الامر يتعلق بخرق السيادة الوطنية وامتهان الكرامة المغربية التي لا يمكن أن تتسامح في قضية جوهرية تتعلق بانتهاك سيادة الاراضي المغربية.

الرواية الجزائرية بخصوص مقتل السائقين الثلاثة تعتبر رواية مشروخة وتحتاج إلى دليل علمي لتزكيتها وهو ما تفتقده الجزائر، لذلك فالمغرب ينأى بنفسه عن التصعيد الجزائري مع احتفاظه بحقه الكامل في الدفاع عن حقوقه الوطنية المشروعة في الاراضي الجنوبية التي تسعى الجزائر بكل الوسائل إلى فصلها عن الوطن الام خدمة لمشروع انفصالي من زمن الحرب الباردة.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة