خبراء: الديناميات التنموية بالأقاليم الجنوبية أبلغ مثال على وجاهة توجهات المملكة
عندما استغاث التونسيون فلم يجدوا تبونا ولا شنقريحة ووجدوا محمد السادس معينا؟!!
من حسنات الديربي بين المنتخبين المغربي والجزائري، برسم دور ربع نهائي مونديال العرب، أن اتضحت الصورة وبانت حقيقة الجيران بين من معك ومن عليك ومن ينافقك ومن يرافقك.
ما شاهده المغاربة على مدرجات ملعب الثمامة من تآلف لأعلام الجزائر وتونس وموريطانيا والأردن وفلسطين وعمان وكأن منتخب الثعالب يواجه منتخب بلد أجنبي لا تربطه بهؤلاء لا آصرة العقيدة ولا الدم ولا الأخوة، ليجسد مقولة المفكر المغربي عبد الله العروي حينما قال:”قدر المغرب أنه جزيرة مطوقة”.
و لعل ما حز في نفوس المغاربة، عدد الأعلام التونسية التي كان حاملوها التونسيون جزائريون أكثر من الجزائريين أنفسهم، في وقت كان يفترض فيه أن يتحلى هؤلاء التونسيون بالحياد مادام لا ناقة لهم ولا جمل في ديربي الجارين، وأن تعلو وجوههم حمرة الخجل وقاد كان المغرب سباقا إلى الوقوف بجانبهم في محنهم التي لا تنتهي.
كان على هؤلاء التونسيون الجاحدون قبل أن تصدح حناجرهم وترفرف أعلامهم دعما للجزائريين على حساب المغاربة، أن يستحضروا يوم فتك بهم فيروس كورونا وصاروا يستنجدون من يقدم لهم يد العون فلم يجدوا تبونا ولا شنقريحة، ووجدوا الملك محمد السادس الذي أمر بإرسال مساعدات طبية عاجلة إلى تونس، وبناء مستشفيات ميدانية لدعمها في أزمة تفاقم انتشار مرض كوفيد-19.
على المغاربة جميعهم وقد رأوا رأي العين تكالب العربان عليهم، أن يتيقنوا من أنهم ينتمون لوطن اسمه جزيرة المغرب العظيم، حيث لا جيران له مطلقا من أي جهة كانت، ولقد صدق القائد طارق بن زياد حين قال في خطبته الشهيرة:”العدو أمامكم و البحر وراءكم، لكن مع تغيير بسيط إذ أصبحنا اليوم محاطين بالأعداء من كل الجهات إلا البحر.
من الآن فصاعدا، يجب أن نعتبر أنفسنا في جزيرة وأن لا نربط أنفسنا بجيران قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم لا يعلمه إلا الله تعالى، جيران فاشلون وكل همهم أن يعرقلوا مسيرة المغرب وأن يجروه إلى مستنقع التخلف والبؤس والفشل الذريع بشتى الطرق.
و في الواقع، فما صدر عن جيران ضلوا الطريق عمدا وقصدا، يبقى شيئا طبيعيا جدا اتجاه مغرب سلك طريق النجاح، وقضت سنة الحياة أن يكون للنجاح حساد وكارهون ومن ليس له حساد فهو فاشل.
و إذا كان في وقت الأزمات يظهر المعدن الأصيل، فإن أن تصون أو تخون، فإذا خان التوانسة وقد استسلموا لنظام العسكر الجزائري وأصبحوا على سرير واحد يبيتون، فالخير كل الخير دائما يأتي من أرض الرجال، حيث أرض الكنانة مصر المحروسة.
و لقد شاهد الجميع أعلام مصر ترفرف إلى جانب الأعلام المغربية لتدعم المغرب كما دعمتهم في مناسبات عدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، التصويت على الملف المغربي المونديالي في ذروة الضغط الذي مورس على القاهرة من طرف أمريكا و السعودية في شخص تركي آل الشيخ، كما لا ننسى دعم أبناء الكنانة الأحرار لموقف الوداد الرياضي في فضيحة ملعب رادس التي كان بطلها الترجي التونسي.
و من هنا تنتوجه بخالص الشكر والامتنان للأشقاء المصريين لقاء مواقفهم الرجولية وتعاطفهم مع المغاربة، وليبقى المغرب شوكة في حلق حساده ومناوئيه والصحراء مغربية رغم أنف الحاقدين، والمغرب مستمر في تحدياته ونجاحاته ومناجزته للكبار غير عابئ بالصغار.