قضية الصحراء المغربية في 2021..تحقيق مكاسب إضافية وخيبة أمل في الجزائر وتندوف

تسدل سنة 2021 ستارها منتصف هذه الليلة، لتطوي بذلك صفحة من الأحداث المهمة التي مرت على المملكة المغربية، وأهم هذه الأحداث هي التي طبعت العلاقات المغربية الخارجية والتي لها ارتباط بقضايا وطنية هامة، وعلى رأسها قضية الصحراء التي تمكن المغرب خلال هذه السنة من تحقيق العديد من المكاسب فيها.

وحسب متتبعون لقضية الصحراء، فإن أبرز مكسب حققه المغرب خلال سنة 2021، هو استمرار الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن، على الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، وهو الاعتراف الذي كان قد وقعه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في أواخر سنة 2020 على بعد أسابيع من انتهاء فترة حكومته.

وكانت أغلب التوقعات، خاصة تلك الصادرة عن الصحف الإسبانية ونظيرتها الجزائرية، تشير إلى أن إدارة بايدن ستعمل على التراجع عن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، خاصة أن الإدارة شرعت منذ توليها زمام الأمور في البيت الأبيض بالتراجع عن العديد من القرارات التي كان قد اتخذتها الإدارة السابقة بقيادة دونالد ترامب.

وتحدثت أغلب الصحف الإسبانية والجزائرية والعديد من وسائل الإعلام الدولية، أن الدور قادم على قرار الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، إلا أن الوقت طال، ولم تقم الإدارة الأمريكية بالتراجع عن ذلك القرار، وقد مرت الآن سنة من حكم بايدن دون أن يطرأ أي تغيير في هذه القضية، ليكون المغرب قد كسب بالفعل المعركة هذا العام.

وبالرغم، من أن الإدارة الجديدة لم تُعلن صراحة وعلانية دعمها لقرار الاعتراف المذكور، إلا أنها لم تُعلن سحبه أو التراجع عنه، ما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية تُعد حاليا من البلدان العالمية المعترفة بأحقية المغرب في صحرائه الجنوبية ضد كل الرغبات الجزائرية ورغبات جبهة “البوليساريو” ودول أخرى مثل إسبانيا.

كما أن المواقف الأمريكية الأخيرة، المُدعمة لاستئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، اعتبرها الكثيرون، أنها إشارات أمريكية واضحة على دعم قرار الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، وهو الاعتراف الذي يُعد جزءا من الاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الذي أدى إلى استئناف العلاقات الثنائية بين تل أبيب والرباط.

ويُتوقع أن يكون رهان المغرب، خلال سنة 2022 هو دفع بلدان مؤثرة أخرى للاعتراف بمغربية الصحراء، وعلى رأسها إسبانيا، حيث يبدو أن من أبرز أسباب استمرار الجمود في العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، وهو انتظار الأول أن تتخذ الثانية لقرار جريء لصالح الرباط في قضية الصحراء..

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة