وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت يستقبل وفدا رفيع المستوى من الجمهورية الإسلامية الموريتانية
المغرب الذي “حرك جبلا” لإنقاذ طفل أقدر على تحريك القوة لحماية حدوده
إذا كان مكتوبا في جواز السفر الكندي “نحرك أسطولنا من أجلك”، في كناية على تحرك الجيش إذا تم المس بمواطن كندي، حُق لنا في المغرب أن نفتخر بما قالته الصحافة الدولية “إن المغرب حرك جبلا من أجل الطفل ريان” وسيفعل المستحيل من أجل حماية حدود وأبناء هذا الوطن، أي أنه إذا حرك جبلا من أجل طفل، وهو غال كباقي أبناء الوطن، فإنه أقدر على تحريك قوته من أجل الحفاظ على وحدته الترابية من طنجة إلى لكويرة، شمالا وجنوبا شرقا وغربا، ولحماية أمن البلاد وحدودها.
لم تكن العملية سهلة بتاتا، فهي من التعقيد بمكان، لكن ينبغي أن نعتز بما اعترف به خبراء دوليون، الذين قالوا بأن الطريقة التي اتبعتها فرق الإنقاذ المغربية هي الأقرب وهي الأصوب، دون أن ننسى أن دولا تعتبر متقدمة على المغرب تقنيا واقتصاديا لم تستطع القيام بذلك مثل إسبانيا.
وأظهرت العملية القيمة العلمية للمغاربة إذ أن عملية الحفر لم تنطلق بشكل عشوائي كما يعتقد البعض، ولكن لم تبدأ الآليات في الجرف إلا بعد وضع مخطط هندسي اعتمادا على رؤية مهندسين وطوبوغرافيين مغاربة من أبناء المدرسة العمومية المغربية، ولم يكن سهلا الوصول إلى مكان الطفل ريان دون مقاييس ومعايير دقيقة تم الاعتماد عليها.
هذا من حيث الطريقة، لكن من حيث الدلالات فهي تقول بأن المغربي يساوي كثيرا، وهذا طفل صغير من قرية بعيدة عن المدينة، ووسط الجبال، ورغم ذلك تم تحريك كل الإمكانيات المتوفرة قصد القيام بما يلزم قصد إنقاذ هذا الطفل، وهو جهد كبير، يعبر عن عمق المسؤولية التي يتحملها المغاربة في أي موقع كانوا، انطلاقا من تكوين خلية للإنقاذ بعمالة الشاون ومرورا بالتضحيات التي قدمها سائقو آليات الحفر ورجال الوقاية المدنية وغيرهم.
بلد يحرك كل هذه الإمكانيات من أجل إنقاذ طفل، وهو يستحق ذلك، يمكن أن يحرك كل ما يملك من قوة وخبرة وسواعد لحماية الوطن وحدوده ووحدته الترابية، وكما أبهر العالم بهذا السلوك فإنه سيبهر العالم في أي تحرك لضمان الأمن والاستقرار.