وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت يستقبل وفدا رفيع المستوى من الجمهورية الإسلامية الموريتانية
الطفل ريان.. تحية لعمي علي الصحراوي ولكل المغاربة
منذ قديم القديم نقولها: هذا البلد سيعبر الى الأمان في كل الميادين بالصادقين من محبيه وأبنائه الأصليين والأصيلين، لا بمن يغيرون كتف البندقية في اليوم الواحد الاف المرات، والذين يكون المغرب جميلا حين يستفيدون ويصبح قبيحا حين لا ينالهم من الفتات شيء …
اللقطاء هؤلاء، وهم قلة قليلة، وهذه هي تسميتهم لن يقدموا لنا الا النبوءات الكاذبة وعلامات عدم قدرتهم على رؤيتنا منتصرين مواصلين بالأمس، واليوم وغدا بكل تأكيد والى اخر كل الأيام .
لتطمئن الحملان الصامتة، سيرتفع صوت البلد وناسه فقط في كل الأرجاء بالدعاء بالسلامة لهذا البلد وأهله، فذلك ما يشغل البال (بال الكل قمة وقاعدة) في نهاية المطاف.
مع وجوه الخير، ووجوه التفاؤل، ووجوه الطيبة والتضامن الذين امتلأ بهم البلد هاته الساعات العصيبة، والمغاربة في قلوبهم الطفل ريان، اكتشفنا وجود قلة قليلة، محترفي الكآبة الذين كنا نعرف قبل هذا الوقت بكثير لا يحلمون لنا الا بالجنازة سيشبعون فيها لطما، وها نحن نتأكد من الأمر مجددا.
أولئك الذين يستلون لنا من العدم أقوالا سابقة لهم على سبيل النبوءة السوداوية ويقولون لنا ” ياك قلناها ليكم ” لكانهم لا ينتمون لهذا البلد، أو. لكأنهم نزلوا من الفضاء، أو لكأنهم يتمنون لنا جميعا أسوأ المأل والمصير.
اولئك. الذين يغتاظون حين يسمعون كلمة طيبة تقال عن المغرب في قناة أجنبية، والذين يغضبون حين يقول لهم البعيد قبل القريب ان بلدكم يسير أموره بطريقة حكيمة.
باختصار أولئك الذين يمثلون الضد والنقيض والعكس للروح المغربية الأصيلة، لتمغربيت التي تملأ المكان، والتي تنبع من التربة، ومن الارتباط الاول والاصلي بالتربة ” لدى ولاد البلاد ” .
ولاد لبلاد ليسوا بالضرورة المستفيدين منها، وليسوا بالضرورة اغنياء الأزمة، وليسوا بالضرورة نافذين ولا منتفعين ولا أي شيء من هذا الهراء الذي يقوله الكئيبون دوما وأبدا.
ولاد البلاد قد يكونون فقراء ومهمشين وعاطلين وغير مستفيدين من شيء لكنهم يظلون على الامل الكبير والحلم الأكبر ان وطنهم سيتحسن بهم هم لوجه وطنهم، وأن أي سوء يصيبه يصيبهم هم أولا، وأن أي خير يمسه يفرحون به وإن لم ير القاصرون والكئيبون فيه الاستفادة اللحظية المباشرة.
لم أكن يوما مع المنع والرقابة، لكنني أحسست في أيام محنة الطفل ريان بظلم يطال مؤسساتنا ورجالاتنا ونساءنا، تلك الكفاءات الجادة، وكل أولئك الأشخاص الذين لا يتباهون بمناصبهم ويشتغلون بما أوتوا من امكانات وبكل الحب لهذا الوطن الجميل الذي يجمعنا.
أحسست بوخزات متتالية، حين يلجأ جاهل او جاهلة ليصور نفسه على الانستغرام وفايسبوك وغيرهما ، موجها اللوم للجميع . شعرت بألم فظيع حين تابعت كثيرا ممن أسموهم مؤثرين لعنة الله عليهم الى يوم الدين، وهم ينتقدون تصرفات المسؤولين وأبطال المغرب الأوفياء. حقد دفين تجاه كل من يشتغل من أجل الوطن والمواطن ورفعة المغرب.
لم أكن يوما مع المنع والرقابة، لكني كنت دائما اتوقع السيء والقبيح والخبيث من فئة سلطت علينا، وعبرت لتنشر الإشاعة والجهل والرداءة، معتوهون ومعتوهات منحوا فرصة الظهور، وصاروا الان يشكلون خطرا علينا جميعا، صاروا الان يتباهون بعدد متابعيهم ولو كانت اللحظة مأساة حرجة، ويوجهون الناس بطرق خاطئة لكيفية التعامل مع مأساة الطفل ريان، نواجه حاليا أيها السادة فيروس كورونا، ونتحمل أيضا أخطاء فيروسات بثت وتبث الإشاعة والجهل .
انحني احتراما لعمي علي الصحراوي ولكل المغاربة الأصيلين المتأصلين، وارفع قبعتي لكل الشجعان الطيبين في بلدي، احترمتهم دوما وزاد احترامي لهم، أما فئة المؤثرين والمؤثرات من أهل التفاهة وناشري الاشاعة …هؤلاء احذروا من خبثهم واشاعاتهم، مجرد كائنات خلقها الجهل، وتبث الجهل. لعنة الله عليك أيها الجهل.
نريد أن نفرح في الأخير، وأكيد سنفرح، لما ننقذ الطفل ريان.
نرغب في أن نصفق للبلد ولطاقاته ولكل المغاربة ونحن نعلن انتصرنا للحياة.
نطمح الى ان نخرج الى شوارعنا لنحيي عاليا كل من ساهم في انقاذ طفولتنا ونريه ابتسامتنا، ابتسامة النصر.