زيارة عمل حموشي إلى النمسا.. تأكيد على ريادة المغرب في مكافحة الإرهاب
الدرس المغربي و “عواء” عصابة الأحقاد
لم تُراع عصابة الشر، التي يجتمع بينها عناصرها طباع الضباع، حرمة الجنازة تشيع إلى مثواها الأخير، و لا مشاعر الحزن، وأجواء الأسى التي تخيم على المغرب، و وجدت صدى لها في كل أنحاء العالم، ولا مظاهر التضامن الإنساني النبيل التي برزت، بكل تلقائية، منذ حادث سقوط الطفل “ريان” في بئر، وما واكب ذلك من جهود لإنقاذه، وكشفت عن المعدن النفيس للمغاربة، الذي أبلوا البلاء الحسن، من أجل إنقاذ “ريان”، وسخروا كل الامكانيات المتاحة من أجل حياة طفل، في ملحمة أبهرت العالم، وأعطت درسا ساميا في التضامن…
لم يراع، الإرهابي حجيب، ولا الكوبل “الفيلالي” ( المتاجر في تلك الدمى حشاكم)، ولا الملاكم الفاشل والمبتز والنصاب زكرياء المومني، ولا حتى المعطي منجيب، الذي يقيم بين ظهراننا، وتعوزه “النجابة” ما يقضيه الترحم على الميت، وتقاليد العزاء، ولا الأخلاق و القيم الإنسانية المشتركة، فعمدوا إلى نشر فيديوهات وتدوينات، تحاول تبخيس ما بُذل من جهود، حظيت بإشادة عالمية، وأثنى عليها بابا الفاتيكان و “اليونسكو” ومشاهير الفن والثقافة والرياضة والإعلام، من أجل إنقاذ طفل برئ ساقه القدر المحتوم إلى السقوط في بئر، ولم يكتب له الله سبحانه وتعالى بقية في العمر، لحكمة لا يعلمها إلا هو، فجاهروا بالافتراء والمعصية، وأعلنوا الخروج عن الإجماع، ليس الوطني وإنما العالمي.
ذلك دأبهم، وتلك مأساتهم، الذي تفضح سلوكهم الدنيء، وطبعهم الخسيس، ولا غرابة في أن يصدر ذلك عنهم، فقد اعتادوا على افتعال الأكاذيب، تحركهم في كل الأحقاد، بعد أن فشلوا في تحقيق مبتغاهم، وصدموا بأن هذا الوطن غير قابل للمساومة والابتزاز، وقد هالهم أن يروا شعبا يتوحد حول طفل، ودولة تسخر كل إمكانياتها لإنقاذه، وعالم يقف مبهورا أمام هذه الملحمة، فكان طبيعيا أن يستعر جنونهم، ويخرجوا مخالبهم في محاولة يائسة لخدش هذه الصورة، غير أن زعيقهم سيبقى مجرد نباح كلب ضال…
لقد اختاروا اتباع هوى النفس الأمارة بالسوء، لا يحركهم وازع ولا ضمير، وإنما مصالح وخيوط يستعملها الأعداء، في كل مناسبة، في كل مرة تفاجئهم المعجزات التي يصنعها المغرب، بصبر وتؤدة وحكمة ورزانة، وحرص على النبالة التي راكمها طيلة قرون، ولم تنل منهم كل نوائب الدهر، ولا مؤامرات الخصوم، و لا زعيق النصابة والمحتالين.