اعتراف إسبانيا بمصداقية “الحكم الذاتي” من شأنه تسريع اعترافات أوروبية أخرى ومساعدة ديميستورا في حل النزاع

أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين، أن الموقف الجديد لإسبانيا بشأن قضية الصحراء المغربية، واعترافها بمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي لإنهاء النزاع المفتعل، من شأنه أن يخلق تغييرات في مواقف عدد من البلدان الأوروبية الأخرى وأن يساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي ستيفان ديميستورا على تسريع الوصول إلى حل للملف.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية إن رسالة الاعتراف الاسباني الرسمي بوجاهة مبادرة الحكم الذاتي تعد نقطة مفصلية في تاريخ مواقف الحكومات الاسبانية من نزاع الصحراء.

وشدد الفاتحي على أن هذه الرسالة تعد تحولا عميقا في أسلوب التعاطي المستقبلي لإسبانيا من نزاع الصحراء بتقدير سمو قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية كضمانة لامتداد نفوذها الجيو استراتيجي نحو عمقها الافريقي.

واعتبر أن الموقف الاسباني الجديد حول واقعية ومصداقية الحكم الذاتي من شأنه أن يخلق تغييرات في مواقف الأحزاب الإسبانية الراديكالية من المملكة المغربية، مضيفا أنه من المرتقب أن نشهد تحولا في مواقف الأحزاب السياسية بالقدر الذي يسمح بتقريب وجهات النظر بين البلدين ويؤسس لشراكات اكثر إنتاجية وفعالية.

ومن شأن هذا الإعتراف، حسب الخبير، أن يسرع بتوالي اعترافات أوروبية أخرى في المستقبل القريب والذي سيتوج باعتراف مماثل لثاني اكبر تنظيم إقليمي بعد الأمم المتحدة وهو الاتحاد الأوربي بوجاهة الحكم الذاتي كأساس لحل نزاع الصحراء. أي سنعيش قريبا تحولا في موقف الاتحاد الأوربي من نزاع الصحراء.

ومن جهة أخرى، أكد مدير المعهد الدولي للسلام للشرق الأوسط وشمال إفريقيا نجيب الفريجي، أن الموقف الذي عبرت عنه الحكومة الإسبانية الجمعة بشأن قضية الصحراء المغربية، يمثل تطورا مهما ذا حمولة إيجابية وبناءة.

وأوضح الفريجي، أن هذا التطور من شأنه أن يساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي ستيفان ديميستورا على تسريع الوصول إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم و متوافق عليه لهذا النزاع.

وتابع أن من شأنه كذلك أن يساعد المغرب وإسبانيا على إعادة بناء علاقتهما على أسس صلبة قوامها الثقة والوضوح، وبما ينعكس إيجابا على شراكتهما الثنائية وعلى الشراكة المغربية الأوروبية في جميع مجالاتها السياسية والاقتصادية والقضايا المرتبطة بالأمن والهجرة.

ويرى الخبير أن هذا التطور يمثل “بارقة أمل لجهة تسوية سياسية وسلمية نهائية للنزاع لفتح آفاق جديدة أمام مشروع التكامل الإقليمي الاقتصادي بين بلدان وشعوب المغرب العربي بصفة خاصة، والتكامل الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بصفة أشمل، كما يصبو له ويعمل عليه المعهد الدولي للسلام”.

وكان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، قد أكد في الرسالة التي وجهها إلى جلالة الملك بأن ”إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” المتعلق بالصحراء المغربية”.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة