ولي العهد مولاي الحسن يبلغ 22 سنة.. مناسبة سعيدة لكل مكونات الشعب المغربي
الموقف الاسباني الجديد من قضية الصحراء.. المغرب يجني ثمار التعقل السياسي والعمل الدبلوماسي الرصين لصاحب الجلالة
أثبت الموقف الهام المعلن عنه من طرف الحكومة الاسبانية، كما ورد في بلاغ الديوان الملكي الصادر مساء يومه الجمعة، عن نجاح دبلوماسية الملك محمد السادس.
ما أعلن عنه رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، في رسالته التاريخية إلى صاحب الجلالة، حفظه الله، ليست سوى أولى ثمار المملكة التي سيقطفها المغرب نتيجة حرص العاهل الكريم، على التعاطي مع نظراء وأصدقاء وشركاء المملكة، في إطار التعقل السياسي، والعمل الدبلوماسي الرصين والرزين.
ولعل من نافلة القول، الرجوع إلى الخطابات الملكية الأخيرة لصاحب الجلالة، وخاصة عندما أشار جلالته إلى أن “هناك من يقول بأن المغرب يتعرض لهذه الهجمات، بسبب تغيير توجهه السياسي والاستراتيجي، وطريقة تعامله مع بعض القضايا الدبلوماسية، في نفس الوقت”..
لكن جلالة الملك انتهز الفرصة ليرد بكل وضوح وشفافية على هؤلاء المشككين، بالقول: “هذا غير صحيح، المغرب تغير فعلا، ولكن ليس كما يريدون، لأنه لا يقبل أن يتم المس بمصالحه العليا، وفي نفس الوقت، يحرص على إقامة علاقات قوية وبناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار”..
وفي هذا إشارة واضحة إلى دول الجوار، ومنها اسبانيا بطبيعة الحال، أو ربما أبرزها.
جلالة الملك، لم يترك مجالا لتسرب الشك في الدول المعنية، بحيث أشار صراحة إلى أن “نفس المنطق، الذي يحكم توجهنا اليوم، في علاقتنا مع جارتنا اسبانيا”.
جلالة الملك لم يكن مواربا في خطابه، بل أقر بأن العلاقات مع الجارة اسبانيا مرت في الفترة الأخيرة بأزمة غير مسبوقة، أثرت بشكل قوي، في الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها”.
غير أن العاهل الكريم، أكد أن المغرب اشتغل مع الطرف الاسباني بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية، وفي هذا دليل قوي، على حسن نوايا المملكة، تجاه الجارة الإيبيرية.
ولعل من أقوى فقرات الخطابات الملكية الأخيرة، ما ورد في قول جلالته: “وقد تابعت شخصيا وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات. ولم يكن هدفنا هو الخروج من الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات”.
قول حكيم، وكلام موزون، من صاحب الجلالة، يكشف حسن نوايا المملكة، تجاه اسبانيا.