التفاصيل الكاملة لمجلس الوزراء برئاسة جلالة الملك وجميع الأسماء المعينة من الولاة والعمال والسفراء
شهداء الواجب.. عناصر الإطفاء يواجهون المخاطر بصلابة
فقد المغرب، قبل الوقاية المدنية، ثلاثة من العناصر، التي كانت تكافح لإخماد النيران الملتهبة بغابة الكدية قرب المضيق_لفنيدق.
ثلاثة شهداء على طريق أداء الواجب الوطني. عناصر الوقاية المدنية، أو الإطفائيون، هم من كافح ويكافح الحرائق. على امتداد أيام طويلة عاش المغرب موجة حرائق متعددة بكثير من الغابات. هؤلاء واصلوا الليل بالنهار كي ينجو المواطن المغربي وكي تنجو رئة المغرب التي احترقت نتيجة الإهمال وأفعال متهورة.
الشهيد في الحديث النبوي الشريف من مات دفاعا عن ماله أو عرضه أو أرضه. هؤلاء كانوا يدافعون الأرض، مثلما يفعل الجنود الأشاوس في الصحراء المغربية وفي كل مكان، ومثلما يفعل عناصر الأمن، حفاظا على استقرار البلاد. هؤلاء يدافعون عن “أمنا” الأرض. عن الغابة التي تأكلها النار. يسبقون النيران نحو الأشجار كي لا تلتهمها.
في الغالب لا يتم ذكر عناصر الوقاية المدنية. لكنهم يؤدون دورا ليس باليسير. إنهم مغامرون بكامل معنى الكلمة. يخاطرون بأرواحهم من أجل نجاة أرواح المواطنين. في سجل هذه المؤسسة عشرات الشهداء، الذين لقوا الله وهم يكافحون حماية للإنسان. يواجهون الأخطار والكوارث دون أن يتراجعوا إلى الخلف.
يمكن القول إن مهنة رجل الوقاية المدنية مختلفة كثيرا لأنها مبنية على المخاطرة والمغامرة والتضحية. يوميا يواجهون حالات لا يشبه بعضها البعض. ويواجهون عراقيل بل تحرشات وبلاغات كاذبة. هم الذين يغادرون مائدة الإفطار في رمضان تلبية لنداء من مواطنين قصد مباشرة عمليات الإطفاء أو الإنقاذ. هم العين اليقظة حماية للبلد زمن الكوارث وقانا الله منها.
في كل وقت يتأبطون خراطيم المياه لإطفاء حريق أو يحملون أدوات الإنقاذ. لا يتوانون في تلبية النداء، الذي يتعاملون مع احتمالات الصدق فيه بشكل كبير رغم توصلهم أحيانا ببلاغات كاذبة.
ينبغي أن تكون مناسبة هذا الحدث الأليم فرصة للالتفات إلى هذه الفئة من المواطنين، وينبغي النظر في ظروف اشتغالهم وأوضاعهم، وينبغي تخصيصهم ببعض الامتيازات نظير ما يقومون به من تضحيات تليق بمؤسسة قدمت شهداء على درب حماية الوطن وإنقاذ المواطنين.