• ماي 3, 2025

حوار تبون مع لوفيغارو…مسرحية غير موفقة ستعصف بالرئيس المعين لا محالة

بعد ان اكتشف النظام العسكري بان الحوارات واللقاءات الدورية المرتبة مع وسائل الإعلام الرسمية، والتي يقوم بتنشيطها الرئيس المعين من قبل الجنرالات، عبد المجيد تبون، لا تجدي شيئا ولم تسفر عن أي نتيجة تذكر لجأ إلى استئجار مساحات لدى وسائل إعلام دولية مقابل عمولات دأب على اقتطاعها من ريع النفط والغاز وذلك لنشر أكاذيبه وادعاءاته التي لم يعد أحد يصدقها سواء في الداخل او الخارج.

وفي هذا الإطار، أجرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية حوارا مع تبون العسكر أفرغ من خلاله كل مكبوتاته وكل أعطاب الطغمة العسكرية ونزواتها المرضية التي فشلت في تصريفها عبر أبواقها الرسمية الداخلية وذبابها الالكتروني، خاصة فيما يتعلق بالعداء المرضي ضد المغرب والذي بلغ ذروته مع قطع العلاقات بين البلدين في صيف 2021 وما رافق ذلك وتلاه من حملات دعائية عدوانية  في حق المملكة ومصالحها ووحدتها الترابية.

خروج تبون عبر هذا الحوار المرتب مع “لوفيغارو”، كشف العلاقة الجديدة/القديمة بين المستعمر الفرنسي ووكلائه العسكريين الذين يدبرون شؤون المقاطعة الفرنسية السابقة في شمال افريقيا نيابة عن ورثة دوغول، ويحافظون من خلال ذلك على مصالح “ماما فرنسا” رغم بعض المسرحيات الهجينة التي تحاول ان توهم الرأي العام الجزائري بان دولة العسكر  مستقلة وتمارس سيادتها عبر قرارات ومواقف سيادية مستقلة عن باريس…

تصريحات تبون، خلال هذا الحوار/المسرحية، تكشف بما لا يدع مجالا للشك المستوى “الفكري والأخلاقي” المتدني للذين يتحكمون في رقاب العباد وثروات البلاد في الجارة الشرقية. وللتدليل على ذلك يكفي ذكر ما قاله تبون العسكر بشأن أسباب قطع العلاقات مع المغرب، والتي أعاد لوكها للمرة الألف من خلال ترديد نفس الاسطوانة المشروخة حول خلفيات وحيثيات حرب الرمال سنة 1963 مرورا بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، الذي يثيره تبون وأسياده في كل مناسبة وحين، وصولا إلى اسباب قطع العلاقات من جانب واحد سنة 2021، حيث قال تبون العسكر “إن قرار الجزائر قطع العلاقات مع المغرب كان الخيار البديل للحرب معه”!، مجددا رفض “الجزائر أية وساطات لحل الأزمة بين البلدين”، بعد قطع العلاقات في غشت 2021. وهو منطق( أو لا منطق بالأحرى) لم نسمع به من قبل وقد يكون موضوع دراسة في الجامعات والمعاهد المتخصصة في مجال الديلوماسية والعلاقات الدولية…

تبون العسكر لَمْ يَسْتَحِ وهو يردد كذبة مفضوحة حيث أكد دون خجل أنه صفق لمشوار “المنتخب المغربي الذي شرّف الكرة العربية وخاصة الكرة المغاربية، صفقنا لهم كما صفقوا لنا لما توجنا بكأس أفريقيا سنة 2019”!  وهو لعمري فضيحة أخرى تنم عن طبيعة هذا الشخص العديم الأخلاق، والذي يعتقد ان الرأي العام الدولي لم يتابع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر القنوات الدولية كيف أن نظام العسكر فرض حصارا على الإعلام الجزائري واصدر أوامره بعدم ذكر اسم المغرب والحديث عن انجازات اسود الأطلس خلال مونديال قطر 2022،  ولم يتردد في إسقاط مدير التلفزيون الرسمي لا لشيء سوى ان القناة بثت نتيجة مباراة المغرب ضد البرتغال والتي انتصر فيها اسود الاطلس بهدف مقابل صفر ليمروا بذلك إلى نصف نهائي كأس العالم…

تبون العسكر اقترف جريمة أخرى عندما أطنب في تلميع “علاقات الصداقة” بين الجزائر وفرنسا، رغم كل ما قاله الرئيس إمانويل ماكرون عن الطغمة العسكرية وعن رئيسها تبون  عندما اتهم النظام الجزائري الذي وصفه “بالعسكري”، بتعميق “كراهية فرنسا” لدى الجزائريين، واعتبر أن “المشكلة لم تنشأ مع المجتمع الجزائري في أعماقه، ولكن مع النظام السياسي العسكري الذي بُني على هذا الريع من الذاكرة”..

ورغم ان ماكرون أكد ان فرنسا هي من صنعت الجزائر وان الأمة الجزائرية لم يكن لها وجود قبل 1962، واعتبر أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رهين لنظام وصفه “بالمتحجر”، إلا ان تبون وفي غمرة نشوته بلقاء صحافة “ماما فرنسا” لم يتردد في القول إنه يتعين على “فرنسا التخلص من عقدة المستعمِر، وعلى الجزائريين التحرر من عقدة المستعمر”، وهو قول له ما بعده وقد يعصف بتبون لأن “النظام السياسي العسكري الجزائري بُني على المتاجرة بريع الذاكرة”، كما قال ماكرون، وإذا لم يعد لهذا الريع وجود فكيف يمكن لهذا النظام ان يستمر، وهو الزائل لا محالة بزوال هذا الريع …

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة