زعيم سياسي أم ناشط فايسبوكي؟ بنكيران يسب مواطنين ويتطاول على الدولة!
الحياة ما بعد السجن..”كاينة ظروف” يعري معاناة السجناء من أجل الاندماج في المجتمع
شد مسلسل “كاينة ظروف”، لمخرجه إدريس الروخ، أنظار المشاهد المغربي، واستطاع هذا العمل الرمضاني، الذي يعرض على الأولى أن يحقق نسبة مشاهدة جيدة مقارنة مع ما تعرضه القناة الثانية في نفس التوقيت.
واستطاعت سلسلة “كاينة ظروف” التي تناقش موضوع الاندماج ما بعد الخروج من السجن لسيدات قضين مدد حبسية مختلفة في سجن عكاشة بالدار البيضاء، ولما خرجن إلى الحياة الطبيعية اصطدمن بواقع معاش أليم وغريب، ويحاولن التأقلم معه ومجابهة الحياة والنهوض من جديد بعد خسارة الأهل والأحباب والازواج والمال والجاه بعد سنوات السجن.
وتمكن مسلسل “كاينة ظروف” الذي وصل إلى الحلقة 13 اليوم5 ابريل 2023، من انتزاع إعجاب شريحة واسعة من المشاهدين، حيث تجاوزت بعض حلقاته مليوني مشاهدة بعد أيام قليلة من عرضها على منصة يوتيوب.
ويحكي المسلسل “كاينة ظروف” لمخرجه إدريس الروخ، قصص ثلاث نساء شاءت الظروف أن تجمعهن داخل أسوار السجن، لتنشأ بينهن صداقة متينة، ستستمر خارج المؤسسة السجنية، وبعد خروج البطلات اللواتي تشخصهن الفنانات سامية أقريو وابتسام العروسي وراوية سيواجهن نفور الأقارب، وصعوبة الاندماج في المجتمع وتنكر الازواج والابناء.
وقد تمكن مسلسل “كاينة ظروف” من تسليط الضوء بشكل يلامس الواقع دون تشويه أو مبالغة في تسلسل الأحداث على المصير الذي تعانقه السجينات بعد الخروج من المؤسسة السجنية.
أحداث المسلسل ليست بعيدة عن ما تعيشه هذه الفئة من النساء، حيث تعانين القمع وانعدام القيمة الذاتية والدونية من طرف أقرب الناس إليهم، ناهيك عن العلاقات الاجتماعية التي يفتقدونها بعد خروجهن من السجن، بسبب وصمة العار التي تلاحقهن وتفرض عليهن وضعية اجتماعية وعلائقية مقهورة.
وضعية المرأة السجينة بعد خروجها من السجن في هذه السلسلة الدرامية، تبيّن محاولة تحقيق نوعا من التكامل عبر استيعابها للتجربة السجنية التي قضتها و صراعاتها ومآزقها و رغباتها و التنسيق بين كل هذا مع ما تواجهه في الخارج بشكل إيجابي ومتوازن، من خلال البحث عن فرص الشغل وبداية بناء حياة مستقرة من الصفر بعد أن تخلى عنهن المجتمع والعائلة.
يحاول إدريس الروخ من خلال “كاينة ظروف”، تسخير الفن باعتباره رسالة توعوية للظواهر الاجتماعية و معالجة المواضيع البناءة والهادفة، بحيث يمكنها تغيير الأحكام المسبقة والأفكار النمطية التي تطال هذه الفئة من المجتمع، التي أملها الوحيد هو بداية صفحة جديدة مع نفسها.
واعتمد الروخ لإخراج هذا العمل الذي كتبته السيناريست بشرى مالك، على الممثلة المقتدرة راوية، و سامية أقريو و ابتسام العروسي واخرون.
من جهته، اعتبر الناقد الفني، عبد الكريم واكريم، أن مسلسل” كاينة ظروف ” نموذج جيد لما يمكن أن تؤسس عليه دراما مغربية حقيقية.
وقال إن اختلاف مسلسل “كاينة ظروف” وتميزه عن باقي المسلسلات الدرامية التلفزية الرمضانية المغربية يتجلى في السيناريو المبني على شخوص واضحة المعالم، والتي تتصرف انطلاقا من بنيتها النفسية ومن دوافع ناتجة عما وقع لها وأحداث منطقية ليست فيها مبالغة وإخراج مضبوط وتمثيل جيد.
وأظهر المسلسل من زاوية أخرى، أن هناك فئة من المجتمع التي تتفهم وضعية السجناء وتحاول مواكبتهم وتقديم الدعم لهم لتجاوز محنتهم والاندماج مجددا في المجتمع المغربي والحيلولة دون حالة العود.