استقبال حموشي لبورنز: ثقة متبادلة وتعاون أمني واستخباراتي للتصدي لمختلف التهديدات الأمنية

تتعدد دلالات الاستقبال والمباحثات التي أجراها عبداللطيف  استقبل المدير العام لمراقبة التراب الوطني، مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وليام بورنز، فهي تجسد، أولا، الثقة المتبادلة بن الجهازين، وكذا قوة التعاون الأمني والاستخباراتي، التي تروم خنق التهديدات الإرهابية الناشئة، ومواجهة التحديات الأمنية المرتبطة بالعديد من الظواهر الإجرامية العابرة للحدود، كما تدل ثانيا، على أن الأجهزة الأمنية المغربية، أصبحت طرفا أساسيا ومعتمدا ومعوّلا عليه في حل شفرات التنظيمات الإرهابية، التي لا تتوقف عن تطوير أساليبها، وفي توفير المعلومات الدقيقة عن مقاتليها وعن تحركتها.

وليس، هذه المرة الأولى التي يلتقي فيها عبداللطيف حموشي مع مسؤول في جهاز أمني أمريكي، فقد سيق أن التقى وتباحث مع العديد من المسؤولين الأمنيين الأمريكيين،  وهذا يدل على أن المغرب حليف استراتيجي للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وأنها بحاجة إلى حلفائها لتطويق هذا الخطر على الصعيدين الإقليمي والجهوي، وتمثل الأجهزة الأمنية المغربية مرجعا أساسيا في هذا المجال، بما تتوفر عليه من خبرة وتجربة، وما تتمتع به مواردها البشرية من دراية وكفاءة.

الزيارة إذا تأتي في سياق الاجتماعات الثنائية بين الطرفين، كما تشكل مناسبة لمتابعة تنزيل مخرجات زيارة العمل التي قام بها المدير العام لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال يومي 13 و14 يونيو 2022، والتي التقى خلالها بكل من أفريل هاينز مديرة أجهزة المخابرات الأمريكية، و وليام بورنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية، و كريستوفر راي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي.

ولقد تمحورت المباحثات الثنائية خلال هذا اللقاء حول تقييم الوضع الأمني والمخاطر المرتبطة به، ودراسة التهديدات والتحديات الأمنية الناجمة عن توتر الأوضاع في بعض مناطق العالم، فضلا عن رصد واستشراف مخاطر التنظيمات الإرهابية، خاصة بمنطقة الساحل والصحراء.

إن هذه الزيارة تعكس متانة وعمق علاقات التعاون الاستراتيجي والتنسيق الأمني والاستخباراتي بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والوكالة المركزية للاستخبارات الأمريكية، كما تأتي كذلك لتأكيد الرغبة المشتركة للطرفين في تدعيم هذا التعاون وتوطيد التنسيق البيني في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي لمختلف التهديدات الأمنية على الصعيدين الإقليمي والدولي.