تندوف على صفيح ساخن.. اعتقالات ومواجهات عنيفة ونهب مستمر للمساعدات الدولية
تسير الأوضاع في مخيمات تندوف نحو الأسوأ وتنذر بالانفجار في أي لحظة بعد تصاعد موجة الاحتجاجات بعد الاعتقالات الأخيرة في صفوف شباب المخيمات الرافض لحياة البؤس والحصار المفروض عليهم من قبل القيادة الفاشلة.
وتحدثت مصادر من داخل مخيمات تندوف، أن قيادة الجبهة بدأت حملة اختطافات واعتقالات في صفوف الشباب المحتجين ضد عملية تهريب صهريج من المحروقات لموريتانيا.
وكان عدد من الشباب اعترضوا في الأيام الماضية صهريجا من النوع الكبير محملا بالمحروقات الخاصة بساكنة تندوف، كان سيهرب إلى موريتانيا من أجل بيعه واستفادة قياديين فالجبهة من العوائد المالية.
ومازالت تداعيات انكشاف تورط قيادة جبهة البوليساريو في تهريب السلع والمساعدات والمحروقات من مخيمات تندوف تنعكس على الأوضاع بها، ما عجل باندلاع فتيل مواجهات بين قبائل صحراوية وبين مليشيات الجبهة، كما فتحت ساكنة المخيمات نقاشا حول هذه السرقات وفساد قيادة الجبهة.
وفي هذا الصدد، أكد منتدى داعمي مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا ب”فورساتين”، أنه “عقب مصادرة الشاحنة من طرف الشباب، ومحاولة الإنتقام منهم من طرف ميليشيات البوليساريو، قامت المجموعة الشبابية بالدعوة إلى اجتماع عام لكل الغيورين الصحراويين لمداركة ما يمكن مداركته، والوقوف كرجل واحد في وجه فساد عصابة قيادة جبهة البوليساريو، وقد تطورت الأحداث خلال اليومين الماضيين”.
وسبق للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ان اثار الانتباه، في تقريره إلى مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، إلى اختلاس البوليساريو المساعدات الإنسانية والمالية الموجهة إلى المحتجزين في مخيمات تندوف.
وأبرز غوتيريس،في التقرير نفسه، أن المفوضية السامية لحقوق الإنسان قد تلقت معلومات من منظمات غير حكومية بأن جبهة البوليساريو قامت باختلاس المساعدات الإنسانية والمالية بالمخيمات.
ويأتي هذا التأكيد من الأمين العام للأمم المتحدة بعد إعلان المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال، الذي أبلغ عن اختلاسات كبيرة للمساعدات الإنسانية، طيلة أكثر من أربعة عقود، من طرف قادة البوليساريو” والمسؤولين الجزائريين.