• ماي 5, 2025

الزعفران يجتاح العالم.. المغرب يخطط لمضاعفة إنتاج الذهب الأحمر

 تجاوزت شهرة الزعفران  المغربي حدود الوطن، وحلقت نحو العالمية وأصبحت المطابخ الراقية تتهافت على استخدام “الذهب الأحمر” في تحضير ألذ الأكلات لكسب الزبائن، والزعفران موجود بالمغرب منذ القرن التاسع، استعمل منذ القدم لصباغة الصوف ولتزيين أسقف القصبات بالجنوب، تاوريرت، تاليوين وكذلك الريصاني.

الزعفران الحر” أو “الذهب  الأحمر” كما يسميه المغاربة نظرا لسعره المرتفع، يعد من أثمن البهارات في العالم، ولا عجب أن تجد تجار الذهب في المغرب يبيعون الزعفران الحر، الذي يقاس بالغرام، إذ يصل سعر الغرام الواحد من هذا المنتج الفاخر إلى 50 درهم.

يسعى المغرب إلى مضاعفة إنتاج الزعفران في العشرة أعوام المقبلة، في ظل التعويل على زيادة المساحة المخصصة لذلك المنتج. ويتطلع منتجو الزعفران بالمغرب إلى تحسين الإنتاج وتطوير التثمين والتصدير وتحديث مسالك التوزيع والتسوق.

وجرى بمناسبة الملتقى الدولي للفلاحة المنعقد بمكناس، التوقيع على عقد برنامج بين الدولة والمهنيين، يراد من ورائه بلوغ تلك الأهداف عبر استثمارات في حدود 297 ملايين درهم.

وستتوزع تلك الاستثمارات المتوقعة في إطار مخطط “الجيل الأخضر” والذي يغطي الفترة بين 2021 و2023 بين مساهمة توفرها الدولة في حدود 247,1 مليون درهم والفيدرالية البيمهنية المغربية للزعفران في حدود 49,9 مليون درهم.

وتتوخى الاتفاقية رفع المساحة المزروعة بالزعفران من 1944 هكتار مع نهاية “المخطط الأخضر” في 2020 إلى 3000 هكتار في نهاية 2030، بما يساعد على نقل الإنتاج من 6,2 طن إلى 13,5 طن، مع تصدير طن واحد في العشرة أعوام المقبلة.

ويعاني  مزارعو الزعفران أو “الذهب الأحمر” بتالوين بإقليم تارودانت من ندرة المياه، نتيجة شح الأمطار في بعض السنوات والاستغلال المفرط للفرشة المائية بالمنطقة.

وتفضي ندرة المياه إلى تراجع الإنتاج ما بين 30 و40 في المائة في بعض المواسم، علما أن هذه الزراعة تحتاج بالإضافة إلى الأمطار إلى مناخ بارد وملائم. ودأب المغرب في ظل “المخطط الأخضر” على تحقيق إنتاج بلغ في المتوسط 6 أطنان.

ورغم تواضع المحصول، يطلب الزعفران المغربي بكثرة في سوق تهيمن عليه إيران، التي توفر إنتاجا في حدود 180 طنا بنسبة 90 في المائة، متبوعة بالهند واليونان.

ويعد زعفران تالوين من بين أجود أنواع الزعفران عالميا، حيث يساعد المغرب، بمعية زعفران تازناخت، على احتلال المركز الرابع عالميا، بإنتاج يصل، في بعض السنوات، إلى 6 أطنان.

وتكتسي زراعة الزعفران في المغرب أهمية اجتماعية واقتصادية بالغة، نظرا لدورها في تثمين المجال بمناطق الإنتاج وما تدره من دخل إضافي بالنسبة للساكنة القروية. وتعتبر جهة سوس-ماسة (57 في المائة) وجهة درعة-تافلالت (43 في المائة) أبرز الجهات في إنتاج الزعفران بالمغرب.

ويشتكي المنتجون والتعاونيات من المنافسة غير المشروعة للزعفران المستورد ، الذي يعرض في السوق المحلي  بثمن منخفض ولا يُعرف مصدره. ويطالب المنتجون بتتبع مسار الزعفران الذي يلج إلى المغرب لتمكين المستهلك من التمييز بينه وبين زعفران تالوين.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة