خبراء: الديناميات التنموية بالأقاليم الجنوبية أبلغ مثال على وجاهة توجهات المملكة
انتخاب الجزائر عضوا غير دائم بمجلس الأمن ..أبواق العسكر تروّج لانتصار ديبلوماسي وهمي
كعادته في اختلاق الأكاذيب والترويج لها، لجأ نظام العسكر الجزائري إلى النفخ في انتخاب جارة السوء كعضو غير دائم في مجلس الأمن برسم الفترة 2024-2025.
المتتبع لما كتب ونشر وبث عبر أبواق الدعاية العسكرية سيظن أن الجزائر حققت نصرا كبيرا واختراقا غير مسبوق في الدبلوماسية الدولية، وذلك بالنظر إلى العناوين الكبيرة والأكاذيب التي حاول الكابرانات الترويج لها، ظنا منه ان الرأي العام الدولي لا يعرف حقيقة ما جرى.
أبواق الدعاية العسكرية واكبت بشكل هستيري عملية انتخاب الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، لخمسة أعضاء جدد لشغل مقاعد غير دائمة بمجلس الأمن الدولي في الفترة بين فاتح يناير 2024 وحتى الحادي والثلاثين من دجنبر2025.
وعوض نقل الحقيقة كما هي، لجأت هذه الأبواق إلى التضليل واختلاق الأكاذيب، حيث تحدثت عن “افتكاك الجزائر لمقعد بمجلس الأمن” و”الجزائر تحمل لواء العرب والأفارقة في مجلس الأمن”، “العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية” إلى غير ذلك من العناوين البراقة التي لا علاقة لها بالواقع، مع العزف على وتر “الصهيونية” و”العدو المغربي” كتيمات يتم استرجاعها بإسهاب واسهال في جميع المقالات والأخبار التي تناولت الموضوع..
والحقيقة ان الجزائر لم “تفتك” ولا نجحت ولا هم يحزنون، لان الأمر يتعلق بمقعد ضمن مقعدين عن المجموعة الأفريقية، وقد تقدمت كل من الجزائر وسيراليون لشغلهما بدون أي منافسة، ورغم ان السيراليون انتخبت ب188 صوتا متجاوزة الجزائر بأربعة أصوات إلا أننا لم نسمع مثل هذه الجلبة وهذا اللغط الذي أحدثته الأبواق الدعائية الجزائرية وحاولت جاهدة إقناع الرأي العام الجزائري والدولي بما سمته بـ”العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية” في محاولة لتلميع الصورة البشعة للطغمة العسكرية المتحكمة في رقاب العباد وثروات البلاد منذ ستينيات القرن المنصرم.
وللتوضيح أكثر، فإن ست(6) دول تقدمت بترشيحها لشغل مقاعد غير دائمة بمجلس الأمن الدولي، وهي : الجزائر وسيراليون عن المجموعة الأفريقية بدون منافسة، وكوريا الجنوبية بدون منافسة، وعن مجموعة دول أوروبا الشرقية تنافست كل من بيلاروس وسلوفينيا على المقعد الواحد للمجموعة، بينما دخلت غايانا عن مجموعة دول أمريكا اللاتينية بدون منافسة.
وكان عدد الحضور في قاعة الجمعية العامة عند التصويت 192 عضوا وقد حصلت الدول المترشحة على النتائج التالية:
الجزائر: 184 صوتا
سيراليون: 188 صوتا
كوريا الجنوبية عن المجموعة الآسيوية: 180 صوتا
سلوفينيا: 153 صوتا
بيلاروس: 38 صوتا (لم تفز بمقعد مجموعة دول أوروبا الشرقية)
غايانا: 191 صوتا
وكي يتم انتخاب أي دولة لعضوية مجلس الأمن غير الدائمة، عليها أن تحصل على ثلثي أصوات الأعضاء المشاركين في التصويت أي 128 صوتا.
وكان المغرب قد حصل على عضوية مجلس الأمن ست مرات من قبل، في سنوات 1963 – 1964، 1992 – 1993، 2012 – 2013، ونجح خلال تلك الدورات، في لعب دور دبلوماسي كبير، في العديد من القضايا الدولية.
وكان وزير الخارجية ناصر بوريطة قد أعلن، يوم 4 أكتوبر 2022، ترشّح المغرب لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي لسنتي 2028 و2029، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده، عقب مباحثات جمعته مع وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن، إبان بزيارته للمملكة آنذاك.
كما أن الجزائر سبق أن شغلت مقعدا غير دائم في مجلس الأمن خلال 1968-1969 و 1988-1989 و 2004-2005، وهو أمر عادي خاصة عندما لا يكون هناك منافس او منافسين آخرين حيث يمكن حينها الحديث عن “الانتصار” و”الافتكاك” و”العودة القوية” إلى غير ذلك من المصطلحات والشعارات الرنانة الفارغة التي لجأت إليها الأبواق الدعائية لنظام العسكر الجزائري لتسويق ما حدث أمس الثلاثاء..