الصحراء المغربية… انتصارات المملكة تحرج فرنسا العاجزة عن اتخاذ قرار صائب
بعد الإحراج الكبير الذي تسببت فيه لها اسبانيا عقب تأييدها لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وبعدها جاءت ألمانيا التي ذهبت في نفس المنحى، وجدت فرنسا نفسها في موقف المتفرج والمحرج للغاية.
لكن الإحراج الأكبر هو ذلك الذي تسبب فيه الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء سنة 2020، والآن القرار الإسرائيلي الذي جاء ضمن رسالة موجهة إلى جلالة الملك أعلنت من خلالها تل ابيب عن اعترافها بمغربية الصحراء، بينما فرنسا تقف كالمتفرج الذي لا يقوى على الحركة ولا على الكلام.
فرنسا تفقد يوميا صدارتها كشريك للمغرب على حساب دول أخرى على رأسها اسبانيا وألمانيا وإسرائيل والصين وروسيا وأمريكا والبرتغال، وتزيد من عزلتها في ظل التغيرات الجيوسياسية التي تطرأ على المنطقة مكتفية بعلاقتها مع الجزائر، الورقة الخاسرة في جميع الحالات أمام هذا المد الدولي المؤيد لمغربية الصحراء.
إذ مثلت خطوة اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء، إحراجا جديدا لفرنسا التي تعيش أزمة دبلوماسية مع المملكة المغربية منذ أزيد من سنة، بسبب تعنتها في اتخاذ موقف صريح من قضية الصحراء المغربية على عكس باقي الدول الاوربية المجاورة لها.
وزاد الإحراج أكثر في ظل المعطى المتمثل في إقدام إسرائيل على خطوة الاعتراف بعد أقل من 3 سنوات فقط من إنشاء علاقات دبلوماسية كاملة مع الرباط، في حين أن فرنسا التي ترتبط بعلاقات تاريخية متشعبة مع المملكة المغربية، لازالت لم تتخذ قرارها النهائي في هذه القضية بعد خوفا من إغضاب الجزائر.
وبما أن فرنسا كانت دائما ذات علاقات قوية مع المغرب، فإن المملكة المغربية يبدو انها غير متقبلة بتاتا للموقف الفرنسي المزدوج والغامض، وبالتالي تطالبها بإعلان موقفها بشكل رسمي، وبالأخص إعلان اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء من أجل استئناف العلاقات الثنائية.
ويبدو أن باريس لا ترغب في اتخاذ خطوة الاعتراف مخافة أن تقع في “السيناريو الإسباني”، حيث عمدت الجزائر إلى قطع جميع علاقاتها مع مدريد بعدما أعلنت الأخيرة دعمها لمبادرة الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، لكن مقابلة هذا التعنت تخسر يوميا شراكتها وموقعها كشريك للمغرب ولن يصمد طويلا خاصة وان قوى حية في فرنسا أصبحت تطالب ماكرون باتخاذ موقف واضح من ملف الصحراء المغربية وإعادة العلاقات مع المغرب.