من قلب الكعبة.. عبد الرزاق سوماح يدعو علي أعراس إلى التوبة والكف عن الإساءة للوطن
مخيمات تندوف.. القيادة تراكم الثروات والجوع والعطش يهددان المحتجزين
لايخفى سجل قيادة الرابوني، في نهب قوت الصحراويين، على أي متتبع للوضع بمخيمات تندوف، بعدما باتت هاته القيادة، التي حولت جوع وعطش هؤلاء الصحراويين إلى سجل تجاري تراكم به الثروة، تجمعا عصابيا، ينتج خطابات المظلومية التي يستدر بها دعم المانحين الدوليين، بينما يفرض على الصحراويين بؤس العيش، ليستمروا عنوانا مخزيا للاغتناء عبر تأبيد معاناتهم على أرض لحمادة.
من مشاهد البؤس هاته، ما تداوله نشطاء من داخل المخيمات، من وثائق تظهر حجم الأموال الطائلة التي تخصصها مفوضية غوث اللاجئين بتندوف، قصد توفير المياه الصالحة للشرب للصحراويين، وتحسين جودتها، والتي قاربت مليوني دولار، خلال الأسدس الأول من هذه السنة فقط. مبالغ مهولة، تعتمدها هذه الوكالة الأممية، لتغطي خدمة توصيل المياه لفائدة سكان المخيمات التي لا يقطن بها أكثر من خمسين ألفا، على أقصى تقدير، وهم على مقربة من تندوف، التي تعتبر من أغنى المناطق بالمياه الجوفية في الجزائر، وتحتضن استثمارات إماراتية ضخمة، في مجال تحلية ومعالجة المياه، وتلك كلها ظروف تجعل وصول الماء لصحراويي المخيم ليس بالأمر الصعب.
ورغم كل ذلك، فإن معاناة الصحراويين تزداد وطأة كلما حل الصيف عليهم بالحمادة، وزاد قيظه من معاناتهم، في ظل غياب مصادر مياه تقيهم العطش الذي ينهك أجسادهم، بينما قادة الرابوني وعائلاتهم، ينعمون بفيلاتهم المكيفة بمدينة تندوف، بعد أن نهبوا كل الأموال التي كان يفترض أن تمول مشاريع توصيل الماء لظمأى المخيمات، في ظل تواطؤ وصمت المنظمات التي تنشط بهاته المخيمات، باعتبارها شريكا في تنفيذ المشاريع الخاصة باستخراج وتحلية المياه بها.
قيادة الرابوني، التي لا تبرع إلا في صناعة الفشل، هاهي اليوم تصنع العطش، لتجعل منه مصدرا آخر للنهب والاسترزاق الذي طال حتى ما يتبرع به رعاتها، حيث أن مبلغ ستة ملايين دولار التي منحتها الحكومة الفنزويلية سنة 2020 لتحسين ظروف عيش صحراويي المخيمات، بما فيها التزويد بالماء الشروب، قد وجدت طريقها لأرصدة عصابة الرابوني، التي قامت أيضا ببيع حفارتين مجهزتين منحتهما الحكومة نفسها، من أجل حفر آبار لتزويد المخيم بالماء لإحدى شركات التنقيب عن الذهب في الجنوب الجزائري، ليستولي صديق إبراهيم غالي، المسمى “سيدي ولد الريكاس”، على نصف المبلغ الذي بيعت به هاتان الحفارتان، بحجة إصلاح أعطاب بالشاحنات الصهريجية المتهالكة المخصصة لنقل المياه بين المخيمات.
هذه الصهاريج، هي الأخرى لم تسلم من أيدي المتاجرين بمعاناة الصحراويين بالمخيم، حيث دخل مقاول جزائري، يسمى عبد الحفيظ السلامي، في صفقة مشبوهة، باع بموجبها عشرين صهريجا لمفوضية غوث اللاجئين على أساس أنها صهاريج جديدة، ليُكتشف لاحقا، أنها خردة قديمة، أعيد طلاؤها، ولم تصمد طويلا حتى تعطلت جميعها، بعد أقل من شهر على اقتنائها. ليتبين بعد ذلك، أن وزير مياه “بوليساريو”، متورط في هذه الصفقة مع المقاول الجزائري، والتي كلفت المفوضية مليون أورو تقريبا.
هذا ليس إلا جزءا بسيطا من حجم التلاعب والخداع الذي تمارسه عصابة “بوليساريو”، التي تتاجر بمعاناة من تدعي أنها تمثلهم، وتجعل من تعطيشهم مصدرا للثراء بعدما تيقنت من انسداد جميع الآفاق السياسية أمامها وحرقت جميع أوراقها داخليا وخارجيا، إذ غرقت المخيمات في الفوضى وأصبحت موازين القوة تقاس بقدرة مختلف زعماء الرابوني على التوفر على مليشيات قبلية وتمكينها من وسائل البطش بالصحراويين لفرض سيطرتهم على الموارد الموفرة من قبل المجتمع الدولي.