• ماي 5, 2025

حرائق الغابات في الجزائر تعري نظام العسكر.. معدات متخلفة و خسائر ثقيلة

عرت مشاهد الحرائق المنتشرة في كل مكان بالجزائر، واقع بلاد العسكر ، ونشرت هذه الفيديوهات الخوف والرعب في صفوف المواطنين رغم محاولة التعتيم التي تنهجها وسائل الإعلام الجزائرية، إذ تظهر السكان في حالة هستيرية، يهرولون في جميع الاتجاهات، ويطلقون صيحات الاستغاثة، وبعضهم اختنق بالدخان.

ودمرت الحرائق عددا كبيرا من المنازل والمتاجر، بعد نشوب حرائق عنيفة، ضربت شمال الجزائر وشرقها، وتسببت في مقتل 34 شخصا على الأقل، بينهم عشرة جنود، حسب الحصيلة الأولية التي أعلن عنها أول أمس (الاثنين).

ووجد الجزائريون أنفسهم معزولين وسط ألسنة اللهب، وواجهوا مصيرهم لوحدهم، إذ لم تتدخل السلطات لترحيل من كانوا في حاجة إلى المساعدة، بعد أن وصلت النيران إلى مناطق مأهولة، وأتت على المحاصيل الزراعية والمحلات والمتاجر.

وأما عمليات الإطفاء، فكانت بدورها متخلفة للغاية، إذ اكتفت عناصر الحماية المدنية، بخراطيم المياه، التي لا تسمن ولا تغني من جوع أمام ألسنة اللهب المرتفعة في السماء، علما أن الجزائر لا تتوفر على أسطول طائرات إطفاء الحرائق، واكتفت باستئجار طائرتين من الحجم الصغير، مخصصتين لرش الأدوية على المحاصيل، إذ تتم تعبئتهما بخرطوم المياه، في مدة تتجاوز نصف ساعة، ما يعني أنهما لا تقدمان أي دور، عكس طائرات الكنادير التي تعبئ المياه في ثوان وتتوفر على سعة كبيرة.

ويبقى السؤال، كيف يموت السكان والجنود بسبب الحرائق في الجزائر؟ إذ أن جميع الدول تقوم بإجلاء السكان قبل وصول الحرائق، أو يقومون بمغادرة القرى من تلقاء أنفسهم بعد مشاهدة النيران تقترب، كما أن وفيات الجنود أيضا غير مفهومة، وتظهر أن هناك انعداما للتخطيط، ويتم الزج ببعضهم في أماكن مطوقة بالحرائق التي تحاصرهم وتقتلهم، في غياب من يقدم لهم الدعم والمساعدة، ولكن العسكر لا تهمه الأرواح بقدر ما يهمه استمرار الوضع المتحكم فيه وضمان الانصياع والفقر والهشاشة.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة