وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت يستقبل وفدا رفيع المستوى من الجمهورية الإسلامية الموريتانية
الحلم الجزائري يتبخر فوق رمال النيجر.. مشروع أنبوب الغاز مع نيجيريا في خبر كان
يتأكد يوم بعد أخر، أن المشروع الجزائري الخاص بانبوب الغاز مع نيجيريا لن ينجح ولن يتحقق أبدا، لعدة اعتبارات على رأسها انعدام الأمن بالمناطق التي تنوي الجزائر إقامة المشروع “الحلم” فوقها خاصة على مستوى النيجير ومالي، وتبخر هذا المسعى على رمال الصحراء الإفريقية المضطربة بسبب النزاعات المسلحة.
إذ كشفت الأحداث التي تجري حاليا في النيجر أن مشروع الجزائر بات مستحيلا، مقابل التقدم الكبير الحاصل في تنفيذ المشروع الاستراتيجي الرابط بين المغرب ونيجيريا لنقل الغاز عبر 13 دولة إلى أن يصل الى أووربا.
وكانت صدمة العسكر الجزائري قوية بعد الانقلاب العسكري المفاجئ في النيجر الذي أربك حساباته بخصوص خط أنبوب الغاز مع نيجيريا، حيث تخطط الجزائر لنقل كميات ضخمة من الغاز إلى القارة الأوروبية عبر هذا المشروع الذي يمر بالنيجر. وطبعا مثل هذه الأحداث وعدم الاستقرار في هذا البلد ستنعكس سلبيا على ديناميكية المشاريع المرتبطة بهذا الفضاء الإفريقي، الهش أمنيا المرتبك عسكريا وغير المهيكل اقتصاديا.
ويرى خبراء في الاقتصاد، أن الرهان الجزائري على النيجر خاسر، حتى قبل حدوث الانقلاب، هناك شساعة المناطق غير المؤمنة والتي يصعب حراستها وتأمين مرور خط ينقل الغاز بمنطقة مضطرة وتتمركز بها ميليشيات مسلحة.
لكن حتى لا يتم المبالغة في تحليل تأثير أحداث النيجير على الحلم الجزائري، نذكر أن مشروع أنبوب الغاز الجزائري تتبناه الجزائر سياسيا فقط، بمعنى هو مجرد شعار فارغ، تريد من ورائه منافسة المغرب على مشروع استراتيجي وعملاق تنخرط فيه دول وحكومات.
فالمشروع الجزائري الذي ولد ميتا، يصطدم بحقائق الاضطرابات السياسية والهشاشة الأمنية وغياب الضمانات الاقتصادية التي تعيشها المناطق التي سيتم فيها تنفيذ مخططات الجزائر المنافسة لمشروع الغاز المغرب نيجيريا، وكانت تسعى من خلاله الى استهلاكه سياسيا فقط، دون تنفيذه لغياب التمويل الحقيقي والرغبة.
يسعى النظام الجزائري بكل ما أوتي من وسائل إلى التنافس مع المغرب، لكن يفتقد لأبسط مكونات البناء الاستراتيجي المتكامل، ولا يمتلك رؤية واضحة للتنمية التي يرغب في إحداثها بالقارة الإفريقية أو على الأقل بالمناطق التي يمر منها أنبوب الغاز.
ورغم أن المقارنة لا تجوز في مثل هذه الحالات، فإنه لابد من التذكير، أن الدعم الإفريقي والمساندة الدولية لمشروع الغاز المغرب- نيجيريا يحظى بتأييد واسع في غرب إفريقيا، مما يجعل من رؤية المغرب الاستراتيجية لربط غرب إفريقيا بأوروبا عبر الغاز، نموذجية وقابلة للتطبيق ومربحة لجميع الأطراف.
وخلاصة القول، إن الانقلابات العسكرية بالساحل الإفريقي أربكت حسابات النظام العسكري الجزائري في إنشاء مشروعه الحلم، الذي يفتقد في الأصل إلى المقومات الاقتصادية المتكاملة.