• ماي 4, 2025

80 في المائة من الأحزاب المغربية “منغلقة” و غير مهتمة باستقطاب المنخرطين

كشفت تجربة ميدانية أجراها المركز المغربي للمواطنة، أخيرا، تروم قياس درجة تفاعل الأحزاب المغربية مع طلبات الانخراط الموجهة إليها من لدن  المواطنين، عن نتائج مثيرة بشأن تعامل التنظيمات الحزبية مع مسألة الانخراط وإشراك المواطنين في الحياة السياسية.

ورغم أن نسبة الانخراط في الاحزاب متدنية بشكل مثير، إلا أن التجربة المنجزة خلال الفترة الممتدة بين شهري شتنبر وأكتوبر الفارطين، خلصت إلى أن 80 في المائة من الأحزاب السياسية المغربية تُعطّل العمل بأحكام الفصل الـ7 من الدستور، الذي ينص على أن من المهام الأساسية للأحزاب، تأطير المواطنات والمواطنين وتمثيلهم ، وتعزيز انخراطهم في الحياة السياسية.

ووضعت 80 في المائة من طلبات الانخراط التي وردت على الأحزاب السياسية عبر عناوينها الإلكترونية الموضوعة رهن إشارة العموم، في سلة المهملات، بالرغم من أن أصحاب الطلبات بعثوا تذكيرا واستفسارات إلى التنظيمات الحزبية الراغبين في الانتساب إليها بشأن مآلات ملفاتهم، لكنهم لم يتوصلوا بأي رد بشأنها.

ويأتي في مقدمة الأحزاب السياسية التي تجاهلت طلبات انخراط المواطنين، التجمع الوطني للأحرار، المتزعم للأغلبية الحكومية الحالية، وحليفه حزب الاستقلال، فيما تصدرحزب الاصالة والمعاصرة قائمة الاحزاب التي تفاعلت مع المواطنين الذين طلبوا الانخراط ، وهو الحزب الوحيد من أصل الثمانية الأولى في البرلمان الذي أبدا انفتاحا  على استقطاب أعضاء جدد. واحتل حزب العدالة التنمية  المرتبة الثانية من ناحية التفاعل.

أما فيما يخص الأحزاب المصطفة في المعارضة، فإن ثلاثة منها لم يتفاعلوا إطلاقا مع هذه الطلبات، ويتعلق الأمر بكل من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري، بينما استجاب حزب التقدم والاشتراكية إلى طلب واحد فقط، في حين رد حزب العدالة والتنمية على طلبين اثنين.

وتؤشر نتائج التجربة الميدانية على استهتار الأحزاب بمسألة الاستقطاب وتأطير المواطنين، وتكرس مقولة الدكاكين الانتخابية، التي لا تهتم بالاستقطاب إلا في فترات الانتخابات، لغرض ظرفي نفعي انتخابي، كما تكرس نتائج التجربة الميدانية مسألة الاستقطاب القائم لدى الأحزاب على  القرابة والعائلة والزبونية..  

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة