Sanchez y Zapatero نهجان سياسيان متكاملان
خلافا للقادة السابقين فيى الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني، من اتخذوا مواقف متحفظة بل منتقدة احيانا ؛ من الأمين الحالي، بيدرو سانشيث؛ جراء الخط السياسي غير المسبوق الذي تبناه، بالانفتاح على الاحزاب القومية في اقليم كاتالونيا؛ واقناعهم بعد مفاوضات مضنية، بالتصويت لصالحه أثناء جلسة تنصيبه في مجلس النواب؛ وهو ما تم فعلا د,بعد فترة ترقب وخشية, من تغيير المواقف في آخر لحظة. كان المقابل، اصدار تشريع يقضي بالعفو عن المدانين بالسجن والغرامات، على خلفية مشاركتهم في تمرد عام 2017 ، وتنظيم استفتاء ,واعلان الجمهورية من جانب واحد في اقليم كاتالونيا..
موقف تأييد الحزب الاشتراكي بوضوح، بخصوص الاتفاق مع القوميين الكاتالان؛ انفرد به، من خارج القيادة، خوصي لويس ثباطيرو، اعرب عنه بصوت مرتفع، لصالح خليفته في الأمانة العامة ورئاسةالحكومة: بيدرو سانشيث،د؛مضفيا عليه صفات قليلا ما يقولها سياسي في حق زميل له، سواء من حزبه أو من المعارضة.
استند ثباطيرو،على منطق عقلاني براغماتي،مفاده باختصار، أن إسبانيا تتطور هي ومجتمعها؛فلم تعد، كما كانت، وقت التخلص من حكم فرانكو؛ وبالتالي فلا ينبغي أن تظل القوى السياسية فيها، سجينة التوافقات القديمة، التي تم التوصل إليها خلال ما يسمى مفاوضات” لا منكلوا” التي رعاها الملك خوان كارلوس عام 1977، ممثلا برئيس الحكومة الأسبق، الراحل “ادولفو سواريث؛”وفيها تم ارساء الاسس التي قام عليها النظام الديموقراطي( ما بعد الفرانكوية) والذي جسده دستور 1978 إذ صوت عليه الاسبان، بمن فيهم الكاتلان وباقي القوميات، بنسبة تأييد عالية.
ويوصف الدستور الاسباني، بين فقهاء القانون بكونه الادق في هندسته.صياغته محبوكة؛ فالذين حرروه، في استقلال تام عن الضغوطات. كانوا من خيرة المختصين في القانون الدستوري فيىاسبانيا. غلبوا المصلحة العليا للبلاد وصيانة الديموقراطية الفتية المهددة آنئذ بشبح عودة العسكر، اتباع فرانكو. طبعا الآباء المؤسسون للدستور استمعوا إلى مطالب الا حزاب وادركوا تطلعات الشعب وخصوصية المرحلة الانتقالية.
والدستور رغم مزاياه العديدة، لم يعد معبرا عن تحولات المجتمع الاسباني؛ وخاصة ما يتصل بكيفية التعاطي مع الهويات الثقافية واللغوية،في الأقاليم والجهات التي يحيل تاريخها المحلي، على كيانات كانت مستقلة في الماضي عن الدولةالمركزية في مدريد.
“خوصي لويس تبلطيرو” الذي لم يكمل ولايته الثانية، على رأس الحكومة الاسبانية بعد غرق بلاده، في ازمة مالية غير مسبوقة ؛ ما فتئ يعرب عن مساندة تلو أخرى، لبيدرو سانشيث؛ مخالفا رفاقه القدامى، وخاصة فيليبي غونثالث، والفونصو غييرا وخواكين الومنيا.هؤلاء واخرون اشهروا خلافهم مع سانشيث ، وحذروه من الاتفاق مع دعاة استقلال بعض الاقاليم الاسبانية صيانة لوحدة اسبانيا.
في المقابل،اتضح أن زعيم الحزب الحالي، استمع إلى نصيحة ثباطيرو، بشأن ملفات معقدةوشجعه على اتخاذ مواقف جريئة بصددها. ومن المؤكد أن “ثباطيرو” احد الذين ايدوا سانشيث؛ لإنهاء الأشكال مع المغرب: بأن يعترف للجار، بالحق في استرداد الأقاليم الصحراوية وان تقف الحكومة الاشتراكية، إلى جانب الحكم الذاتي، كوسيلة سلمية لإنهاء نزاع الصحراء..
يوجد سبب اخر، يدفع به ” ثباطيرو ” دفاعا عن خطه السلمي،الواثق والحذر أيضا؛ إذ بمثله، هزم ارهاب منظمة ” إيطا” ETA الانفصالية التي ألقت السلاح ، دون قيد او شرط ،في ظل حكومة ثباطيرو. وفي تلك الملحمة اضطلع وزير داخليته، الراحل “روبالكابا” بدور تاريخي، لا ينكر.
موقف ثباطيرو, ?وهو الأصغر سنا، من الزعيم المؤسس ” غونثالث”،يعبر أيضا عن تطور داخلي يعرغه فكر الحزب الاشتراكي الاسباني. تجديد أفرز قيادات شابة مثل ” سانشيث” الذي خرج من القاع، وصار قامة حزبية ودولية. يكفيه نشوة؛ انه هزم اليمين، بالدهاء والمرونة ؛ ثلاث مرات متتالية.
طبيعي ان ينال المبايعة من” ثباطيرو” ومن يسير على نهجه!!