الصحراء المغربية ..الباريس يجدد دعم اسبانيا لمقترح الحكم الذاتي
قال وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، اليوم الخميس 14 دجنبر الجاري، في أول زيارة له للمغرب منذ بداية الولاية التشريعية الجديدة، إن “موقف مدريد من الحكم الذاتي مازال كما هو ولم يتغير”.
وأضاف ألباريس، خلال ندوة صحفية عقدها مع ناصر بوريطة بمقر وزارة الخارجية المغربية بالرباط، إن “العلاقات بين البلدين لها آفاق قوية في إطار تنظيم مونديال 2030، وتدفعنا إلى تطويرها بشكل كامل. وكل قطاعاتنا الحكومية الجديدة ستعمل على تعزيز العلاقات مع المغرب، وتنمية المبادلات التجارية، التي وصلت إلى 20 مليار يورو”.
وقال إن “الحوار والاجتماعات الرسمية متواصلة حول مسألة ترسيم الحدود البحرية، وذلك بمشاركة المجموعة المستقلة لجزر الكناري”.
وأكد وزير الخارجية الإسباني أن “المغرب شريك مهم لإسبانيا، وهو الشريك الثالث اقتصاديا لنا. المملكة تمثل لنا مصالح كبيرة، خاصة في ما يتعلق باستثمارنا، الذي لا تنحصر فائدته في المغرب، بل تشمل حتى إفريقيا”.
إن المغرب، يقول الباريس، ” يقدم سياسة مثالية في مكافحة الهجرة السرية، ونشجع أن تكون هنالك هجرة داخلية وشرعية في المغرب. كما يجب أن نؤطر الإطار الخاص بالهجرة بيننا”، وأوضح أن “مدريد تريد أن تعزز اتجاه العلاقات مع المغرب، ولديها وتيرة عمل مستمرة”، وأضاف ان: “الأهداف بيننا واضحة، باعتبارنا بلدين جارين نشتغل بطريقة موثوقة، ومحترمة، بما سيعزز طموحات شعبينا”.

وبخصوص الجمارك، أفاد الدبلوماسي الإسباني بأن “كل ما تم الاتفاق حوله سيتم تنفيذه، وهنالك مشاريع مهمة تهم ثغري سبتة ومليلية، من أجل تنميتهما”، مشيرا إلى “غياب جدول زمني متفق عليه، لكن الاتصالات متواصلة”.
من جانبه قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن “اختيار ألباريس للمغرب دليل على عمق العلاقة بين الرباط ومدريد”.
وأضاف بوريطة في الندوة ذاتها أن “العلاقات بين المغرب وإسبانيا في أحسن أحوالها منذ عقود، ولم تصل أبدا إلى هذا المستوى من الصلابة والقوة، منذ أن تم لقاء جلالة الملك مع بيدرو سانشيز، وأعطيت لهاته العلاقة قوة كبيرة وصلابة”.
وأشار إلى أن “رسالة جلالة الملك محمد السادس إلى سانشيز بعد فوزه أكدت عزم جلالته على توطيد العلاقات مع إسبانيا، وتعزيز المرحلة الجديدة من الشراكة الإستراتيجية والحوار الدائم والبناء”.
وقال بوريطة إننا “نتعاون في المجال الاقتصادي والتعاون الإستراتيجي وفق مصالحنا المشتركة، ووفق منطق رابح-رابح، والعلاقات مبينة بيننا على الاحترام المتبادل، وتمكننا من تفهم موقف كل طرف، دون وجود قرارات فردية”.
وأوضح وزير الخارجية المغربي أن “مدريد والرباط تشتغلان وفق روح إيجابية، والنتائج تظهر اليوم، إذ تؤكد مدريد موقعها كشريك أول خارجي للمملكة، وأرقام 2023 ستكون قياسية ومفاجئة اقتصاديا”.
وتابع بالقول إن “قناعتنا اليوم هي أن خارطة الطريق بيننا تم تنفيذها بشكل كبير، وطموحنا أن ننهي ما تبقى، وسيتم ذلك في أقرب وقت. كما نبحث تصورا جديدا في العلاقة يشمل شتى المجالات، مع الانفتاح على قطاعات جديدة، وكل الأوراش التي يطمح المغرب إلى تحقيقها مستقبلا ستكون إسبانيا شريكا فيها”.
وذكر بوريطة بالخطاب الملكي حول الواجهة الأطلسية، معتبرا أن “مدريد عنصر هام في الرؤية الملكية حول المحيط الأطلسي كمكان للتعاون بين البلدين، وتطوير الساحل الأطلسي المغربي والإفريقي، وتعزيز العلاقات مع الساحل”.
ونوه وزير الخارجية المغربي بموقف مدريد الداعم للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، قائلا: “ننوه بهذا الموقف الإيجابي والواضح من جارتنا الشمالية”.

وفي مسألة الجمارك كشف بوريطة أن البلدين حققا تقدما كبيرا في مسألة فتح الجمارك عبر معابر سبتة ومليلية المحتلتين، وكل ما يوجد في إعلان القمة الثنائية سيتم تنفيذه بشكل حرفي، مضيفا ان “هنالك فريق عمل يواصل الاشتغال في هذا الشق، مع تجارب تمت في المعبرين، أخذنا منها دروسا، ونعمل بشكل بناء ومشترك حتى نصل إلى صيغة تمكننا من التقدم وتجنب الرجوع إلى نقطة الصفر، على اعتبار أن إسبانيا والمغرب لا يقبلان الوضع القديم”.
وشدد الوزير على أن “مشكل تأخر فتح الجمارك هو مشكل تقني وليس سياسيا”، مشيرا إلى أن “هنالك اجتماعات مستمرة من أجل حضور فريق تقني يقدم تصورا ونموذجا سليما ونتمنى فتحها في الشهور المقبلة”.
وبخصوص القضية الفلسطينية، كشف الوزيران أن مواقف مدريد والرباط متفق عليها في ما يخص الحرب في قطاع غزة، إذ يدعوان إلى وقف الحرب، ومرور المساعدات إلى المدنيين، مع التنديد باستهداف العزل من أي جهة كانت.
وفي هذا السياق، قال بوريطة: “إن الوضع في غزة لم يعد يطاق، ولنا الرؤية نفسها مع إسبانيا، إذ نريد وقف الأعمال العسكرية في أقرب وقت، ولا نريد استهداف المدنيين من أي جهة كانت، ونطالب بإيصال المساعدات لغزة، وندعم السلطة الفلسطينية، ونحن مع مقاربة بمنطق تدبير الأزمات، ونريد أن يتحمل مجلس الأمن مسؤوليته في ضرورة إقامة فلسطين مستقلة”.
من جانبه شدد ألباريس على أن “إسبانيا ستواصل الاعتراف بفلسطين لأن شعبها يحتاج إلى صوت يسمع..كما نشارك المغرب في ضرورة وقف الحرب وإيصال المساعدات، وعدم استهداف المدنيين من كلا الجانبين”.