التفاصيل الكاملة لمجلس الوزراء برئاسة جلالة الملك وجميع الأسماء المعينة من الولاة والعمال والسفراء
مراكش..بوريطة يدعو إلى ترقية منتدى التعاون العربي-الروسي إلى مستوى حوار استراتيجي
في إطار الدورة السادسة لمنتدى الحوار العربي-الروسي التي انعقدت في مدينة مراكش، دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، إلى تعزيز هذا المنتدى وترقيته إلى مستوى حوار استراتيجي فعال.
وفي كلمته خلال افتتاح المنتدى، اليوم الاربعاء 20 دجنبر الجاري، أكد بوريطة على أهمية أن يكون المنتدى مساحة حقيقية للتنسيق والشراكة بين العالم العربي وروسيا، تخدم مصالح الطرفين وتسهم في أمان واستقرار المنطقة العربية.
وأشار بوريطة إلى أن التعاون العربي-الروسي يجب أن يستند إلى الاحترام المتبادل وتحمل المسؤولية المشتركة، مع التوازن بين المصالح السياسية والاقتصادية. وطالب بتحول المنتدى من نمط التداول السياسي التقليدي إلى مرحلة حوار استراتيجي يأخذ في اعتباره التطورات العالمية والإقليمية.
بالإضافة إلى ذلك، دعا بوريطة إلى تعزيز الشراكة بين الجانبين من خلال فتح أفق اقتصادي وثقافي، على غرار منتدى التعاون الروسي-الإفريقي. وشدد على ضرورة إجراء مراجعة دورية لاجتماعات المنتدى لضمان تنفيذ الخطة المشتركة بشكل فعّال.
وفي ما يخص القضايا الإقليمية، أعرب بوريطة عن أمله في حل الأزمة الليبية بوساطة ليبية خالصة، وأعرب عن أمله في اكتمال فصول العملية السياسية في هذا البلد في أقرب الآجال، بواسطة الأشقاء الليبيين أنفسهم، عبر تنظيم الاستحقاقات الانتخابية في موعدها المحدد، بعيدا عن التأثيرات والتدخلات الخارجية، وهو ما سيشكل بداية لمرحلة جديدة في هذا البلد الشقيق، أسسها الاستقرار والشرعية والاستجابة لمتطلبات الشعب الليبي.
وأشار بوريطة إلى أن المنتدى يأتي في ظل استمرار موجة العنف في قطاع غزة، وذكر بدعوة جلالة الملك محمد السادس إلى التحرك الجماعي لتخفيف التصعيد وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، والتأكيد على حقوق وحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.
واغتنم بوريطة فرصة الاجتماع الهام للتأكيد على دعم المغرب لحل الدولتين في القضية الفلسطينية، وحقوق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية. كما شدد على ضرورة تعزيز السلطة الفلسطينية وتحقيق الاستقرار الإقليمي من خلال احترام القانون الدولي وتطوير آليات الأمن.
وفي ما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية، أكد بوريطة على أهمية تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والعالم العربي، مشيرًا إلى أن المملكة المغربية تحتل المرتبة الثالثة كأحد أهم خمسة شركاء تجاريين لروسيا في إفريقيا. ودعا إلى تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية لتحقيق مستويات أعلى من التعاون في مجالات متعددة.
وفي الختام، أكد بوريطة على أن مشاركة المملكة المغربية في تعزيز المنتدى العربي-الروسي تعكس التزامها بتطوير العلاقات متعددة الأبعاد، ورغبتها في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة العربية. وأشار إلى أن الاجتماع يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات كبيرة تتطلب تعاونًا دوليًا قويًا وتفاعلًا إيجابيًا. وأكد على أهمية التفاعل البناء وتطوير العمل المشترك لمواجهة التحديات الراهنة، سواء على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ويحضر هذا الاجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي، والوفود الوزارية للدول العربية المشاركة.
وجرى اختيار المغرب لاحتضان هذه النسخة من المنتدى خلال الدورة المنصرمة التي انعقدت بموسكو في ابريل 2019.
وتبحث هذه النسخة قضايا التعاون بين روسيا والعالم العربي، وذلك وفقا للممارسات الجاري بها العمل.
وتعززت أهمية هذا المنتدى خلال السنوات الأخيرة كمنصة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بشأن القضايا المختلفة على المستوى الإقليمي والدولي، أخذا في الاعتبار الاهتمامات والأولويات المشتركة التي تجمع الجانبين العربي والروسي في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية.