أنباء عن وساطة مغربية لإنهاء الأزمة في السودان وحث الفرقاء على التفاوض
مع دخول القتال بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، شهره التاسع واتساع رقعته، كثفت أطراف محلية ودولية وإقليمية دعواتها لإيجاد حل تفاوضي يوقف نزيف الخسائر التي بلغت أكثر من 12 ألف قتيل وفرار نحو 8 ملايين شخص من منازلهم.
وقبل أيام، كان حميدتي والبرهان أعلنا استعدادهما لإجراء المقابلة. ورحبت أحزاب ودوائر سياسية بالخطوة المحتملة واعتبرتها السبيل الوحيد لحل الأزمة الحالية، ودعت لتسريع اللقاء من أجل تفادي المزيد من الخراب في السودان.
وفي هذا الإطار، أفادت مصادر إعلامية أن دور المغرب الدبلوماسي اضحى يبرز كفاعل من أجل إنهاء الأزمة السودانية، حيث كشفت ذات المصادر ان الرباط تسعى كطرف رئيسي لعقد لقاء مباشر بين عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني، ونائبه محمد حمدان دقلو، الشهير بـ”حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع، من أجل إنهاء الاقتتال في البلاد المستمر منذ أبريل الماضي.
وكشفت مصادر مطلعة لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) سيلتقيان، اليوم الثلاثاء، في مدينة عنتيبي الأوغندية.
ويسود الكثير من التكتم حول تفاصيل المبادرة المغربية التي صيغت في مدينة مراكش، على هامش لقاء وزراء الخارجية العرب ضمن منتدى التعاون الروسي العربي الأسبوع الماضي، لكن المؤكد، وفق موقع “الصحيفة” الذي اورد الخبر استنادا إلى مصادر سياسية، أن المغرب لعب دورا رئيسيا فيها، عن طريق الوساطة لإقناع طرفي النزاع للجلوس إلى طاولة المفاوضات في دولة محايدة.
ووفق المصادر ذاتها، فإن الصيغة النهائية لهذه المبادرة والتنزيل الفعلي لها، يُنتظر أن يتوزع على دولتين، هما جيبوتي والمغرب، على أن يكون ذلك داخل إطار عربي إفريقي، ولم تستبعد المصادر ذاتها أن تحتضن المملكة محطات من المفاوضات، على غرار ما جرى بين الأطراف الليبية، خصوصا إذا ما قبل البرهان وحميدتي المبادرة التي صيغت في مراكش.
والثابت إلى حدود اللحظة، تضيف المصادر ذاتها، أن البرهان وافق على الاجتماع بحميدتي، شريطة أن ينحصر النقاش حول الانسحاب من المدن ووقف إطلاق النار، وسلم رسالة إخبار بذلك إلى منظمة “إيغاد”، وهي الهيئة الحكومية للتنمية يوجد مقرها في جيبوتي، وتضم إلى جانبها كلا من السودان وجنوب السودان والصومال وإريتريا وإثيوبيا وكينيا وأوغاندا.
هذه الموافقة، تمت عبر رسالة سلمها وزير الخارجية السوداني، علي الصادق، إلى عبد القادر كمال محمد، رئيس وزراء جيبوتي ورئيس منظمة “إيغاد”، وذلك عبر سفير جيبوتي في المغرب محمد ظهر حسي، وذلك أثناء المنتدى العربي الروسي الذي احتضنته مدينة مراكش، وفق ما أكدته شبكتا “العربية” و”الشرق”، ونقلته وسائل إعلام عربية أخرى.
وحسب موقع سكاي نيوز عربية، فإن اللقاء الذي سيجمع اليوم حميدتي والبرهان سيكون الأول بين الطرفين، منذ بدء الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، منتصف أبريل الماضي. ويأتي هذا اللقاء، حسب الموقع ذاته، تنفيذا لمخرجات قمة دول الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية في إفريقيا “إيغاد”، التي انعقدت في جيبوتي.
ويوم 19 دجنبر الجاري، التقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في مراكش، مع وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية السودانية، علي الصادق، حيث أشاد هذا الأخير بـ”متانة العلاقات” التي تربط الرباط والخرطوم، وذلك خلال لقاء صحفي مشترك نُظم عشية انعقاد النسخة السادسة من المنتدى العربي الروسي.
ونوه الوزير السوداني حينها بـ” الاهتمام الذي يوليه البلدان للقضايا العربية وإيجاد حلول للمشاكل التي تمر بها السودان”، مشيرا إلى أنه أطلع بوريطة على الوضع في السودان، لاسيما في الفترة الأخيرة التي شهدت “هجوم جماعة متمردة على مؤسسات الدولة، وسعي الحكومة السودانية لتجاوز هذا الوضع عبر نهج الحوار وبوساطات إقليمية”، كما رحب بكل الجهود العربية التي تتوخى “إيجاد حل سلمي للحرب في السودان”.
من جهته أكد بوريطة على “المواقف الثابتة للمملكة الداعمة للوحدة الترابية لدولة السودان وسيادتها الشرعية، ونهج الحوار كأساس لحل الأزمة التي تشهدها البلاد”، وأضاف أن “جلالة الملك محمد السادس له ثقة كاملة في قدرة السودانيين على إيجاد الحلول التي تغلب مصلحتهم الوطنية على كل الاعتبارات”.
وجدد وريطة التأكيد على أن المغرب من الدول التي رحبت بحوار جدة وبالحوارات الأخرى، معبرا عن الأمل الكبير في أن هذه الحوارات يمكن أن تفضي إلى نتائج تعيد التهدئة والاستقرار والطمأنينة إلى السودان وشعبها، وأضاف أن “المملكة المغربية، ومن منطلق علاقاتها الإنسانية القوية مع السودان، مستعدة للقيام بكل ما يمكن لمساعدة هذا البلد الشقيق حتى يستعيد استقراره ووحدته الوطنية”.