الدبلوماسية المغربية سنة 2023…حضور قوي ونهج متوازن
بصمت سنة 2023 على حضور وازن للدبلوماسية المغربية في مختلف الأزمات العالمية، من خلال مواقف عقلانية تراعي بالأساس الوضع الإنساني الدولي، ولا تخرج عن مبدأ الحياد. ففي المنطقة العربية واصل المغرب إبداء سياسة اليد الممدودة في مختلف الأزمات، وتوفير مختلف الإمكانيات والحفاض على الحياد فيما يتعلق بالحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا. كما بصم المغرب على دور مهم في حلحلة الأزمة الليبية من خلال احتضان اجتماعات ساهمت في تقريب وجهات النظر وفتح المجال للنقاش وتغليب منطق الحوار على الخلاف.
إذ راكم المغرب سجله انطلاقا من التجربة في الوساطة وتقريب وجهات النظر في النزاعات عزز من حضوره في الملفات الدولية، وأكبر دليل هو الأزمة الليبية، إذ نجح المغرب في زيادة نسبة تقارب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، وذلك وفق القانون الدولي بعيدا عن أي أجندات سياسية تذكر، خلافا لما تفعله الجزائر في المنطقة.
وبدا جليا حضور المغرب بقوة في مسألة الدبلوماسية الأمنية، حيث حظي بشرف تنظيم لقاء إنتربول سنة 2025، الأمر الذي يوضح مدى أهمية المملكة على المستوى العالمي.
وعلى مستوى الأمم المتحدة كان اسم المغرب حاضرا بقوة خلال 2023 من خلال احتضان لقاءات أممية مهمة، أو إبداء مواقف شجاعة وحكيمة داخل القبة الأممية. إذ بات المغرب بشكل عام حاضرا في كل القضايا الشائكة حول العالم، ما يؤشر على تحوله إلى أحد اللاعبين الدوليين المهمين في السياق العالمي الحديث.
وعلى العموم، تميز المغرب خلال 2023 مجددا بتقديم آليات الوساطة والحوار، وأيضا جهود المساعي الحميدة، من خلال المشاركة القوية في عمليات حفظ السلام، وتقديم المساعدات للدول خلال الكوارث الإنسانية والطبيعية. كما نجح المغرب في التدخل لحل أزمات بإفريقيا عبر بوابة الاستثمار الاقتصادي، متجاوزا بذلك المقاربة الأمنية والعسكرية.
ونجحت اخيرا الديبلوماسية المغربية في اقامة المنتدى العربي الروسي في موعده بمدينة مراكش، حيث توجت القمة بلاغ مشترك يتطلع لتعميق الشراكة بين العالم العربي وروسيا الفيدرالية في ظل عالم متحرك.