• ماي 2, 2025

المغرب يمنع الزراعات المستنزفة للمياه في ظل استمرار الجفاف

اتخذت السلطات إجراءات صارمة إزاء الزراعات الصيفية المستهلكة للماء، إذ تتوالى قرارات منع هذه الزراعات في أقاليم ومناطق معروفة بغنى وتنوع مواردها المائية، إلا أن الجفاف الحاد وندرة المياه جعلتها هذه السنة عرضة لهذا القرار.

وهكذا، طال المنع زراعة البطيخ من جديد بجميع أصنافه في نفوذ إقليم تازة، وذلك بعد أسابيع قليلة من صدور قرار مماثل شمل إقليم سيدي قاسم خلال الموسم الفلاحي الحالي، عقب قرارات مماثلة بكل من تنغير والرشيدية وزاكورة منذ السنوات الماضية.

وتلقى فلاحو إقليم تازة خبر المنع بنوع من الاستغراب، برره أحد أبناء المنطقة بأنه أمر “استثنائي وغير مألوف بالنسبة إليهم”، مؤكدا أن المنطقة المعروفة بالتساقطات المطرية بكميات مهمة لم تشهد هذه السنة إلا تساقطات ضعيفة.

وهذا القرار هو نتيجة طبيعية لتوالي سنوات الجفاف وتراجع الموارد المائية التي يعتمد عليها الفلاح في سقي أراضيه في المنطقة والمناطق المجاورة لها. ذلك ان زراعات البطيخ بمختلف أنواعه معروفة باستهلاك الموارد المائية بشكل كبير. وبالتالي، فإن هذه القرارات من شأنها توفير هذه الموارد لتأمين الحاجيات الضرورية للساكنة في الشرب والاستعمال اليومي الأساسي، خصوصا مع استمرار غياب التساقطات.

وتساعد مثل هذه القرارات على تنزيل محاور السياسة المائية والخطة الحكومية في عقلنة تدبير وترشيد استهلاك الموارد المائية، كما انه من شان تعميم القرارات على مجموعة من المناطق المعروفة سابقا بمثل هذه الزراعات، سيمكن من ترشيد مزيد من المياه. علما أن زراعة البطيخ تتطلب “كميات كبيرة من المياه، إذ إن كيلوغراما واحدا يستهلك أكثر من 16 لترا من الماء.

ومع توالي الجفاف، تسيرالاجراءات المتخذة  نحو التشدد وليس مثل السنوات الماضية حيث وقفت عند تقليص المساحات المزروعة، فقد بات المنع اليوم منعا باتا.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة