يفعلون كل شيء لإقبار الحقيقة.. تجار القضايا يواصلون المتاجرة بملف سليمان الريسوني وضحية الأخير يردّ
كعادتهم البائسة، عمد كل علي المرابط وخلود المختاري والمدعو سعيد السالمي، في ندوة رقمية يوم أمس 25 فبراير، إلى ترويج مغالطات لا حصر لها حول قضية سليمان الريسوني المدان بخمس سنوات سجنا بتهمة اعتداء جنسي ضد الشاب آدم، محاولين مواصلة تسييس القضية دون التطرق لجوهرها المرتبط بالجريمة المقترفة.
هي عادة بائسة لما تفتقره من مصداقية ومن رصيد موثوق من الحقائق… وعادة بائسة لأنها أساسا قائمة على التضليل، على الكذب والبهتان، بعدما ثبت في جميع مراحل التقاضي، اقتراف سليمان الريسوني لجريمة الاعتداء الجنسي في حق الشاب آدم، المتمثلة في هتك العرض والاحتجاز، لكن يأبى المغرضون إلا أن يُرجعوا سبب المتابعة إلى قلمه الذي يصفونه بـ “المزعج”.
والحقيقة التي يعلمها الجميع، والتي ثبتت في جميع أطوار المحاكمة ومراحل التقاضي، هي أن “القلم” الحقيقي “المزعج”، هو ذلك “القلم” الذي حرّك سليمان لافتراف الجرم الشنيع الذي اقترفه… أما القلم الآخر، فلا دخل له في متابعته أو إدانته.
والملاحظ في تلك الندوة البائسة، أنه إلى جانب عدم تطرق المتدخلين لمضامين الحكم وللأدلة التي أدانت سليمان، فهم أبانوا عن حس عالي من الانتهازية والاستغلالية جاعلين من قضية الريسوني إسما تجاريا يتاجرون به ويوظفونه في أجندات مشبوهة لم تعد تخفى على المغاربة.
هؤلاء وغيرهم ممن يتاجرون في قضايا الأزواج أو الأبناء، يتفوهون بأي شيء وبكل شيء إلا بالحقيقة.
الحقيقة وحدها هي التي لا يتحدثون عنها. الحقيقة وحدها هي التي يتعمدون إخفاءها. والحقيقة وحدها هي التي يحاولون بشتى السبل إقبارها إلى الأبد. تلك الحقيقة المرتبطة بسؤال واحد لا غير: هل سليمان اقترف الجرم الذي اتُّهم به أم لا؟
فالقضاء لا دخل له في كتاباته ومقالاته وآرائه. القضاء مشكلته الوحيدة التي كان يسعى إلى الإجابة عنها هي: هل سليمان مدان أم لا ؟ وقد أجاب عنها في جميع مراحل التقاضي بناءً على أدلة قاطعة لم تدع مجالا للشك في التهم الموجهة لسليمان. لكن ولأن المغرضين والمتاجرين بالقضايا، أصلهم التجاري يكمن في الترويج لمظلومية مزعومة، فهم سيتحاشون دائما الحقيقة، بل وسيسعون بكل الطرق إلى قلب الحق باطلا والباطل حقا.
وعلاقة بالموضوع، تفاعل الشاب آدم، ضحية سليمان الريسوني مع الندوة البائسة، معتبرا أن ما جاء فيها لا يعدو كونها محاولات فاشلة لتبرير جرائم وقعت بالفعل، من خلال الترويج لمؤامرات مزعومة لا أساس لها من الصحة.
وقال الشاب آدم في تدوينة على حسابه الخاص بفيسبوك، إنه “في إحدى الندوات الرقمية التي نُظمت على صفحة التضامن مع “القلم الحر” للخوض في ذات الأسطوانة للمرة المليون، أخذ المنظمون في إنعاش نقاشات وحوارات ميتة لا تضيف أي قيمة للموضوع عدا أن منظميها منافقين في ثياب ناصحين، يعانون من هوس العرض المستمر للذات على العباد والسعي المفرط وراء الشهرة وحب الظهور”.
وتابع قائلا: “تمخض جبل العشيرة.. فولد فأرا” إن “علي المرابط وكعادته لا ينفك يسرد حكاياته “المرابطية” التي يؤنس بها لياليه السوداء حتى يديه النعاس، وأخرى تطل علينا في كل مرة بثوب المناضلة الحزينة الصنديدة التي تحمل هم ومعاناة “زوجة معتقل سياسي” بإيعاز من العشيرة الحقوقية”.
وأضاف “ليس غريبا أن نرى هؤلاء يناظرون في الأخلاق ويفككون خبايا القضية “نُصرةً للعدالة” ووضع التبزيرة على النقاش لجلب تعاطف الناس و جذب اهتمامهم، فالفاسدون والمنافقون هم الأكثر قدرةً على انتقاد الفساد والدعوة للتطهير، يبدون غيرتهم على القانون والعدالة فيما هم يخرقون القانون في الصميم”.
وتابع بالقول “إن كل ما تم اجتراره في الندوة لا يعدو أن يكون محاولات بائسة كالعادة، دائماً وأبداً، للخروج بالقضية من إطارها الواقعي إلى الإبحار في خيال المؤامرات والمخططات التآمرية، والتي هي في جوهرها قصص خيالية يتداولها مناصرو “الأقلام الحرة” لتبرير جرائمهم الفعلية والأخلاقية”.
وخلص آدم بالقول “بهذا فإن صحابنا يقولون لنا بالمعنى الواضح أن كل “قلم حر” هو حر في استعمال قلمه .. وأن كل “كاتب مزعج” هو حر في إزعاج العدالة و مخالفة القانون !”.