Tindouf (Algeria), 13/12/2022.- Brahim Ghali, President of the Sahrawi Arab Democratic Republic (SARD) and Secretary-General of the Polisario front, (C) arrives to attend a Polisario congress at the refugee camp of Dakhla, which lies some 170km of Tindouf, to the southeast of Algiers, Algeria on 13 January 2023. The Polisario movement, which seeks independence in disputed Western Sahara, started meeting on 13 January for leadership elections. More than 2,200 members of the movement and 370 foreign guests are attending the five-day congress deep in Algeria’s desert, at a Sahrawi refugee camp named after Dakhla, (Elecciones, Sáhara Occidental, Argel) EFE/EPA/STR

الجزائر بين مطرقة وسندان “البوليساريو”

يبدو أن الكثير من الناس يتساءلون لماذا كل هذا الدعم الذي تقدمه الجزائر للعصابة الانفصالية البوليساريو، سواء الدعم المادي أو التسليح وما إلى غير ذلك، وكيف يجعل قصر المرادية وكابرانات الجزائر من ملف البوليساريو قضيتهم الأولى، بعيدا عن خطاب نحن فقط طرف محايد في قضية الصحراء المغربية، بل حتى تقديمها على حاجيات وهموم المواطن الجزائري.

للتذكير، فالبوليساريو لقيت دعما منقطع النظير، بعد تأسيسها في سنة 1973، من نظام العقيد معمر القذافي الزعيم الليبي السابق، حيث نالت الدعم العسكري والمادي من ليبيا منذ 1973 ولم تتخلى عنها الجمهورية الليبية ضمنيا إلا في سنة 1984، ولاقت العصابة الانفصالية كذلك احتضانا كبيرا من طرف نظام الكابرانات، التي سمحت لها بإقامة مخيماتها في ولاية تندوف جنوب الجزائر، وهذا هو مربط الفرس، كما دعمتها الجزائر منذ 1975، إذ وفرت لها معسكرات لتدريب مرتزقتها منذ سبعينيات القرن الماضي.

تواصلت السنوات، وتزايدت الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، بل أصبح الملف شبه منتهي في ظل مقترح الحكم الذاتي، الذي اقترحته المملكة المغربية يوم 13 أبريل 2007، والذي يُظهر التزام المغرب الجاد بإيجاد حل نهائي وواقعي وشامل لمشكل الصحراء المغربية المفتعل.

فبعد تواصل خيبات الجبهة الانفصالية من التطورات الجيوستراتيجية الأخيرة والدينامية التي تعرفها المناطق الصحراوية من تأهيل واستثمارات، أصيب نظام الكابرانات بالسعار السياسي، لدرجة الخلط بين السياسة والرياضة في عدة مناسبات، نذكر منها إلغاء مباراة نهضة بركان ضد اتحاد العاصمة بنصف نهائي الكونفدرالية الأفريقية، ذهابا وإيابا، بسبب قميص الفريق المغربي الذي يحتوي خارطة البلد، وكذلك انسحاب المنتخب الجزائري لكرة اليد لأقل من 17 من البطولة العربية لكرة اليد المقامة بالمغرب، ناهيك عن قرر الاتحادية الجزائرية للجمباز الانسحاب من البطولة الإفريقية المؤهلة لأولمبياد باريس 2024 والتي ستحتضنها مراكش في الفترة ما بين 30 أبريل إلى غاية 07 ماي المقبل.

تأكُّد الجزائر من انفلات الملف من يدها وتورطها في احتضان عصابة البوليساريو فوق أراضيها يجعلها بين المطرقة والسندان، فلا هي قادرة على التخلي عن هذه العصابة الإرهابية التي صرف عليها أكثر من 500 مليار دولار، إلى حدود 2022 حسب الموقع الجزائري “الجزائر تايمز”، وهذا كله من لحم وعظم ودم الشعب المغلوب على أمره والذي لا يملك لا ناقة ولا جمل في قضية الصحراء المغربية، ولا هي قادرة على منحهم قطعة من أرض، المليون ونصف المليون شهيد، لتستوطنها هذه العصابة الانفصالية.

أما الخطير في الأمر، والشيء السيء الذي غاب عن مُنظّري قصر المرادية من كابرانات وسياسيين، أنه حتى في حالة الحكم الذاتي، الذي اقترحته المملكة المغربية، فعصابة البوليساريو غير مرحب بها في المناطق الصحراوية، وتبخر حلم تقسيم المغرب والوصول إلى المحيط الأطلسي، بل ستدار شؤون الأقاليم الصحراوية من طرف أعوانها وأبناء ساكنتها ممن تشبعوا بمغربية الصحراء وبمن يدافعون عنها في المحافل الإقليمية والدولية، ولن تمنح لمرتزقة جمعوا من أطراف الصحراء لا أصل ولا نسب لهم، وهذه هي الطامة الكبرى التي ترعب نظام الكابرانات، أنه بعد كل الدعم والموارد المالية التي صرفت على قضية وهمية من أجل ضرب الوحدة الترابية للمملكة المغربية سيرجعون بخفي حنين، وسيقتطعون قطعة من أرض الجزائر لإيواء هذه العصابة.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة