• ماي 3, 2025

كاريكاتير | محامي الشيطان حليم نجيب و”عصابة الأبالسة”.. والكيل بمكيالين في “قضية أنور الدحماني”

محامي الشيطان هو عادة ذلك الشخص الذي يهاجم حُجّة أو حقيقة ما بإيراد التشكيكات الممكنة ضدها. فإذا كان لدينا حُجة موثوقة معينة، فإن محامي الشيطان يقوم بالهجوم على تلك الحجة من جميع الاتجاهات وباستعمال جميع الأساليب للتشكيك فيها بغرض منع الناس من الوصول إلى الحقيقة.

وفكرة محامي الشيطان هي في الأصل مستمدة من مفهوم “المجادل الشكلي” فيما عرف قديما في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وهو مفهوم يشير إلى محامٍ عَيّنته الكنيسة لكي يجادل ضد القوانين التي يضعها المشرعون أو أعضاء المجلس الكنسي، ودوره أن يقوم بعرض رأي تشكيكي بحثا عن أي أخطاء ظاهرية أو اصطياداً للثَّغرات في القوانين والغرض الأساسي منه في آخر المطاف هو أن يتم منع إقرار تلك القوانين.

وهذا ما ينطبق تماما حرفيا على المدعو حليم نجيب في قضية الشاب أنور الدحماني المعروف بـ “نور زينو”.. تلك القضية التي كانت بمثابة الحُجة التي كشفت عورات الكثيرين من طوابرية الداخل و”خونة” الخارج ممن كانوا يتآمرون على مؤسسات البلد ويسعون بشتى السبل القذرة إلى إسقاط الشرفاء الساهرين عليها، بغية المس بالنظام في آخر المطاف.

فالمدعو حليم، إلى جانب من يمكن نعتهم بـ “عصابة الأبالسة”، كان “نور زينو” في الأمس القريب بالنسبة لهم حصان طروادة يوظفونه في صراعاتهم الشخصية والانتقامية ضد مؤسسات الوطن، على رأسهم محمد زيان الذي كان وراء استقطابه وتجنيده، قبل أن تدخل باقي عناصر “عصابة الأبالسة” على الخط وتحتضنه وتستغله في صراعاتها، فكانوا يمرروا على لسانه كل ما لا يستطيعون قوله داخل المغرب بشكل صريح، لأنهم بباسطة يمارسون التقية… يظهرون عكس ما يبطنون.

عندما كان أنور الدحماني يهاجم المؤسسات ومسؤوليها ويكيل لهم ما يخطر وما لا يخطر على بال أحد من الاتهامات الكيدية والباطلة، حتى وصلت به الوقاحة إلى حد انتهاك واجب الاحترام والتوقير لشخص جلالة الملك حفظه الله، وذلك طبعا بتحريض من “أبالسة” الداخل والخارج، فآنذاك كان “نور زينو” في عيون من يهاجمونهم اليوم، كان مناضلا، بطلا، وقبل كل شيء “رجل” بكل ما تحمله الكلمة من معنى…

كان بالنسبة لهم مغربيا قحا يتمتع بكل حقوقه المدنية… كانت ميولاته الجنسية بالنسبة لهم شأنا خاصا لا يحق لأحد التدخل فيه أو معاتبته عليه أو حتى التفكير، مجرد التفكير في إهانته بسببها… كانت رسائل التطمين والتشجيع والمساندة والتضامن تتقاطر عليه من كل حدب وصوب، شريطة ألا يتراجع عن مهاجمة من يطلب منه مهاجمتهم.

لكن ما إن أعلن أنور الدحماني توبته التي انكشفت معها الكثير من أسرار تآمر الطوابرية في الداخل والخارج ضد البلد ومؤسساته، وحُلّت الكثير من خيوط تنسيقاتهم المشبوهة العابرة للحدود.. وما إن أعلن الرجوع عن غيّه وسلكه لإجراءات طلب الصفح والعفو من السدة العالية بالله والرجوع إلى الوطن لفضح من كانوا يحرضونه ولماذا وكيف… حتى ثارت ثائرة “الأبالسة” وانتفضوا مكشرين عن أنيابهم معلنين عن حملة شرسة غير مسبوقة ضده وضد جهات يتهمونها أنها الواقفة وراء السماح بدخوله إلى المغرب…

فجأة أصبح “نور زينو” يشكل تهديدا على قيم المجتمع المغربي… فجأة أصبح “نور زينو” شخصا وجب دفنه حيا لأنه بمثابة عار لا يجب حتى ذكر إسمه، فما بالك قبول دخوله إلى المغرب… فجأة أصبح “نور زينو” مواطنا جزائريا وشاذا جنسيا و”ماشي راجل”… فجأة أصبح “نور زينو” شخصا يتطاول على الملك ويهين الوطن ويسب المغاربة…

فجأة اكشف “الأبالسة”، وعلى رأسهم حميد المهداوي كل هذه الأمور وفجأة استيقظت ضمائرهم المنافقة المعدومة ليعلنوها حربا بلا هوادة على “نور زينو”… إلا أنه في الواقع هم يعلنون حربا بلا هوادة على الحقيقة التي كشفها “نور زينو” والتي أماطت اللثام عن تورطرهم في مخططات خبيثة ضد المؤسسات.

فالأبالسة لا يريدون للناس أن يعرفوا حقيقتهم وحقيقة تآمرهم على بلدهم… لهذا السبب يلجؤون لأمثال حليم نجيب ليلعب دور محامي الشيطان ويعمل على التشكيك في أي شيء وكل شيء يخص ما كانوا يكيدونه في الخفاء ضد المغرب ومؤسساته السيادية.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة