مخيمات العار بتندوف تعيش على وقع عملية عصيان وتمرد واسعة ضد قيادة عصابة البوليساريو
تعيش مخيمات تندوف بجنوب غرب الجزائر، في الآونة الأخيرة، عملية عصيان وتمرد واسعة داخل ما يسمى بالناحية العسكرية الأولى في ميليشيا الجبهة الانفصالية، حيث أعلن قرابة المائة عنصر مسلح عن تسليمهم لأسلحتهم والآليات العسكرية التي كانت في حوزتهم، وزيهم العسكري، لما يسمى بوزارة دفاع البوليساريو بالرابوني.
ووفق ما أكده محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، فإن العصيان يضم أكثر من 80 مقاتلا و15 إطارا عسكريا، وقد جاء بعد خوضهم لاعتصام مفتوح لما يزيد عن 3 أشهر في مقر الناحية بمعسكرات الجبهة الإنفصالية بتندوف، احتجاجا على تورط ما يسمى قائد الناحية في شبهات فساد.
وأكد محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، إن الاحتقان الأمني والاجتماعي بمخيمات تندوف داخل أوساط العناصر المسلحة في الجبهة الانفصالية، يعتبر مؤشرا على تفكك ميلشيات البوليساريو، الأمر الذي يحيل على حالة الانهيار الأمني والتنظيمي الذي يعيش على وقعه المشروع الانفصالي.
وأشار محمد سالم عبد الفتاح، إلى أن هذه التمردات تعود بالأساس إلى تصاعد وثيرة النهب للمساعدات الإنسانية، حيث أصبحت العناصر القيادية لا تكتفي بالمتاجرة بالمساعدات والمحروقات فقط، بل أصبحت تتاجر في المواد المخصصة للعناصر العسكرية، الأمر الذي يدفع بعناصر الميلشيات الانفصالية إلى التمرد والعصيان.
وتابع ذات المتحدث، أن هذا التمرد يتزامن مع صدور العديد من التصريحات للعناصر القيادية المناوئة لإبراهيم غالي، التي تؤكد على وجود حالة من الفراغ في القيادة بسبب ضعف شخصية زعيم الجبهة الانفصالية، حيث بات هذا الأمر ينعكس على ضعف التنظيم الانفصالي.
وأضاف الخبير، أنه لا يمكن عزل التطورات الديبلوماسية والسياسية التي يشهدها ملف قضية الصحراء المغربية، في ظل الانهزامات والانتكاسات المتتالية التي يتكبدها المشروع الانفصالي، والتي تضعف العقيدة القتالية لدى العناصر المسلحة، كما تضعف قدرة الجبهة الانفصالية على التعبئة والتأطير وتجنيد عناصرها المسلحة.
وكشف ذات المتحدث، إلى أنه في ظل غياب الولاية القضائية للدولة الجزائرية في مخيمات تندوف، تتكرس بيئة مشجعة على الفساد وتشجع على الانتفاع ومراكمة الثروة خاصة في المتاجرة في مخازن الأسلحة والمواد الغذائية والمحروقات.
وختم سالم حديثه مؤكدا أن وضع الجبهة الانفصالية الداخلي، يتأثر بصراع الأجنحة داخل النظام الجزائري، حيث تتوزع ولاءات وارتباطات عناصر القيادة بالجبهة الانفضالية بمختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية الجزائرية.