هشام جيراندو.. الحج كما الموعظة والنُصح وغيرها من سواء السبيل لا يستقيم أن يتفوه بهما النصابين (كاريكاتير)
أعتقد أن ما من مغربي إلا وسمع، ولو لمرة واحدة على الأقل، في حياته “نمشي لحج نغسل ذنوبي”. مقولة ظاهرها الهزل والمُزاح المحبب، بينما باطنها يشي بالكثير من المعاني المتوارية خلفها وجوه سَمِجَة، تصطاد قوت يومها من البرك الآسنة وتُمني النفس، في خريف العمر، بأن زيارة مقام خير البرية قد يغسلها من ذنوبها، ما تقدم منها وما تأخر. هي عبثية وفوضى وازدواجية مقيتة في القناعات يُعاني منها السواد الأعظم، إن تلطفنا ولم نقل الجميع.
هذا الموقف يتكرر في كل زمان ومكان ومع أي كان، فحتى أهل الفن والنصابين موعودين بعمرة وحج يصححون، بحسبهم، من خلالها تواجدهم بالحياة الدنيا ويلجون بعده عوالم الموعظة والإرشاد، متسلحين بما اكتنزوه من أموال وغنائم تكفي لاجتثاث الفقر المدقع من القارة السمراء. إنهم أناس يُقبلون على المستقبل بالاعتماد على غنائم الماضي للجلوس على أرائك مريحة وإطلاق ألسنتهم بإسهاب في فن “كيف تصبح واعظا في 10 أيام وبدون معلم”.
هشام جيراندو، ذي البصمة الإجرامية البارزة في مختلف البلدان التي وطأتها قدماه، لا يختلف كثيرا عن ما أتينا على ذكرهم من عُباد المال و”عفا الله عما سلف”. الرجل خبأ “زعما” هوى نفسه النصابة بإنشاء صفحة على منصة الفايسبوك حيث يوزع صكوك الاتهام والغفران يمينا وشمالا، في حق شخصيات عمومية من مختلف المشارب والقطاعات، معتمدا في مسعاه الخبيث على لهجة التقريع والغُلو في توجيه السلطات المغربية كي تتحرك بناء على ما استجد من تحقيقات سريالية صادرة عن محكمته الافتراضية، التي لا يمكن أن يقتص من نفسه داخلها لكافة أبناء وطنه ممن استولى على أموالهم بالدار البيضاء واستقل الطائرة إلى كندا هربا من العدالة المغربية.
ولأن “الجمل ما كيشوف دروتو”، لنعد قليلا إلى الوراء ونفصل شيئا فشيئا في التاريخ القذر للمدعو هشام جيراندو وهو يبني ثروته المشبوهة “طوبة طوبة”. هل تنصح وتعظ متابعيك الأجلاء بالانخراط في تجارة “الرقيق الأبيض” التي أبليت فيها البلاء الحسن بليبيا وخرجت بِزَهْوٍ صوبنا لتقول إنك تمتهن تجارة الأسلحة هناك؟؟ أيهما يضمن الثراء الفاحش والسريع: تجارة البشر أم الأسلحة يا راعي أزياء المسؤولين الكنديين؟؟ نعتقد، لا بل نجزم أن بروفايلك أقرب ما يكون إلى الاتجار في البشر من كونه قد يصنع لك اسما ضمن فطاحلة الأسلحة والعتاد العسكري. إننا لم نسمع يوما عن تاجر أسلحة دائم الحضور على كافة منصات التواصل الاجتماعي؟؟ أهو تواضع منك رغم أن أجندتك اليومية تعج بالمواعيد والصفقات المهمة أم أنك تصنع لنفسك فقط سيرة ذاتية افتراضية للضحك على ذقون من تبهرهم بديباجتك الشهيرة “تحياتي للشعب المغربي المعتقل داخل الفساد”؟!!!.
كم يبلغ سعر البذلة الرجالية الواحدة داخل متجرك بمونتريال المتعثر منذ عام 2015؟؟ وكم جنيت من تدوير الملابس التركية وبيعها للكنديين على أساس أنها “ماركة مسجلة”؟؟ هل لازلت تُمني النفس بشرف نيل صفقة إلباس الملك محمد السادس ومسؤولي القصر الملكي كما يحلو لك الترويج لذلك بين صفوف مغاربة كندا؟؟ هل فعلا تُمني النفس أم ترسل إشارات مختلطة علها تُلتقط؟!!!! المهم إنها مجرد أضغاث أحلام يصير معها بلوغ السماء أقرب من تمكين نصاب من هكذا مهمات مشرفة.
ولكل ما سبق، صرنا نفهم جيدا عقلية النصابين كيف تُوحي لهم أنهم بلغوا عنان السماء وتسلقوا سلالم المجد وهم يتقاسمون الخمر والميسر والأزلام مع الخليجيين في مجالس القمر وتوابعها والعياذ بالله.