المغرب يحتل المرتبة 85 عالميا في مؤشر السلام العالمي لعام 2025
حسن بناجح وتوفيق بوعشرين وسليمان الريسوني وآخرون يحتسون “شاي تضامني” داخل فيلا محمد زيان بالرباط
يَعِيبُنَا نحن من نؤاخذ الآخرين على قناعاتهم وتمثلاتهم للحياة، أننا لا نستطيع إطلاقا أن نحاسبهم بمعزل عن تلك القناعات، لأنهم ببساطة تبنوها عن طيب خاطر وهذا حقهم على كل حال، لكنهم مصرون أن يفرضوها علينا كمجتمع ينهل من معين الوسطية، ويرتوي من فرادته في التعايش الإنساني والديني على وجه الخصوص.
فقد التئم جمع إسلامي متعصب ويساري متطرف، منذ أيام، داخل منزل المحامي المثير للجدل سابقا محمد زيان، الذي يقضي عقوبته الحبسية بسجن العرجات بسلا، على خلفية تورطه في جملة من الخروقات التي لم يعد مجديا الخوض في تفاصيلها المكشوفة للجميع. لقد استقبل بيت آل زيان ما لا يمكن أن تستقبله جنة العدلاويين، القابضة على جمرة الدين ولا تقبل أن تتقاسم دفئها مع باقي الخلائق. لقد خالف العلاوييون انتمائهم لروح “الجماعة”، حينما وعدوا معلمهم بأن انصهارهم داخل المجتمع ستكون نتائجه كنتائج تفاعل الماء مع الزيت. إنهم يسوقون صورة مفبركة مفادها أن أبناء الجماعة يطفون دائما على السطح، لا ينغمسون ولا يتجانسون. هم فقط يسجلون الحضور!!!.
وها هو حسن بناجح، الناطق الرسمي باسم الأوصياء على الدين، يترك مجالس الذكر ونفحاته، حيث الأخوات متحلقات حول الدروس العدلاوية بجلابيبهن الفضفاضة. وها هو سليل العدل والإحسان يتهاوى في سلم التقوى، بحسب النظر العدلاوي، وهو يهرول للحاق برفيقات العشيرة الحقوقية داخل فيلا محمد زيان بالرباط لاحتساء شاي تضامني وبعض القطع من “حلوة اللوز”، أوجدوا له الشهية والنهم كي يرتشفوه رغم أن قلوبهم مكلومة – زعما- على غياب الشيخ المتصابي. وهاهو “بنفاشل” يتراجع عن مجالس “الأنس” الروحي حيث نسوة الجماعة يقمن “النشاط” الدعوي كإرث خلفه الجد المؤسس عبد السلام ياسين، ويختلي في مجمع يعج بالنساء والرجال من مختلف المشارب والأهواء، المنافية حتما للطرح الديني العدلاوي، ويقهقه في حضرتهن ويلتقط الصور تخليدا لذكرى التضامن يا ترى أم لذكرى الاختلاط ربما؟!!. إنه عبد السلام ياسين، كبيرهم الذي علمهم تكفير البلاد والعباد والمؤسسات الوطنية تُراه يتقلب في تربته اليوم من شدة غيضه لأن صغاره يتقاسمون المجالس مع الرفيقات الكاسيات العاريات، من منظور عدلاوي خالص دائما.
وها هو أبو بكر الونخاري يؤازر أخاه بناجح، حينما مرت وهي تمشي مشية الخيلاء، إحدى الرفيقات أمامه بقوامها الممشوق وشعرها المنسدل، فخانته تقاسيم وجهه العبوس وهو يرسم ابتسامة خفيفة على ثغره، يقبض معها على شفاهه، بالكاد، حتى لا تصل ضحكاته إلى الإخوان في الدعوى “إلى الشر” أو أن توقد فضول أحدهم كما فعلته فينا نحن، وانطلقنا نبث فيها باستغراب ديني ودنيوي أَلِفَ أمثال هؤلاء العزف عليه بمهارة لغرس ازدواجية مقيتة بين مكونات المجتمع المغربي.
وهاهي خلود المختاري تقتفي آثار زوجها “الفحل” سليمان الريسوني، لأن الرجل وجد “التواسع” والخضرة والماء والوجه الحسن فصار يركض في جنبات الفيلا الزيانية بحثا عن مراده ربما. الهرولة التي قامت بها خلود خلف سليمان بشكل عفوي، -والعهدة على الكاميرا التي وثقتها إثر تصريحات أدلى بها توفيق بوعشرين- هي وحدها فقط من تملك بناصيتها ودوافعها الحقيقية. التركيز على حركات وسكنات الآثم في حق الشاب آدم يحيلنا على زوجة لا تنافسها النساء في زوجها، إنما تجد حرجا بالغا في جعله عاقلا طوال الوقت. المرأة، وإن تُخفي تقاسيم وجهها ذلك، اكتوت من اختلاف زوجها عن باقي الخلائق المتمسكة بفطرتها الطبيعية. لهذا لم يكن غريبا أن تحركها السمعة التي ضاقت بها درعا نحوه كي تُهذب خطاه وتستبق خياله “الشاذ”.
كل المشاهد المتناقضة التي آيتنا على سردها أعلاه، جرت أطوارها داخل منزل مهرج المحاكم سابقا، حينما انكب “عدلاوة” بمعية باقي اللقطاء المحسوبين على حقوق الإنسان، على تسطير ورقة ضغط جديدة ضمنوها أسمائهم ويدعون من خلالها إلى الإفراج الفوري واللامشروط عن ناهب مقدرات الحزب المغربي الليبرالي. إما وأن الموقعين يعون جيدا أن الاستفادة من العفو عن ما تبقى من العقوبة الحبسية لا يُسقط ما بذمة صاحبها من مستحقات تُؤَدَّى كاملة لفائدة خزينة الدولة، أو أن الجمع إياه يفكرون مليا في فتح عملية “دارت” كل بما جادت به يُمناه وحسابه البنكي السمين لدفع المستحقات عن شيخ الحقوقيين كما يحلو لسليمان الريسوني أن يلقبه.
رجاء أخير، محمد زيان وباقي المعتقلين يسألوكم “التيقار”، والوطن منحكم فرصة ثمينة للعدول عن غيكم تحت شعار “الوطن غفور رحيم”.