• ماي 4, 2025

حكاية السيد عبد اللطيف حموشي مع الأوسمة ونياشين الزعامة الأمنية

قد يتساءل ناقم أو حاقد عن كيف أصبح اسم السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، أشهر من نار على علم، وصارت أعين كبريات العواصم الأوروبية واللاتينو-أمريكية متفتحة عن آخرها عليه لمتابعة خطوات الرجل. الكل يقتفي آثار الناجحين. بل الكل يُضنيه عناء البحث عن وصفات النجاح التي قادت تلك الشخصيات لتسلق سلاليم المجد رويدا رويدا. فالكاره كما المُعجب، كلاهما يتفق، سواء على احترام مُبَطَّنْ أو احترام معلن عنه لمن عرفوا السبيل الأمثل للإنجاز بتميز وصمت. أما الكاره فيتخذ الناجح مطية لتعثيره، بينما المعجب يسعى لوضع يده في يد الناجح للاستفادة من نجاحه وخبرته ما أمكن.

وهنا لا نخفيكم سرا عن كَمْ الإغراء الذي قد تمارسه الألسن الطويلة في نفوس من يتعرضون للتطاول المجانب للصواب. إنه إغراء لحظي قد يدفع المرء “الخفيف وزنا” للانخراط في دوامة من الأخذ والرد وتجاذب القيل والقال لدفع تهم ما أتى الله بها من سلطان عن شخصه، أو تحقير ادعاءات أو حتى خَطْبْ وِدْ ناقم تنتعش روحه وجيبه من عائدات تجارة تكسير مجاديف كبار البلاد. غير أن الاشتغال في صمت يبقى زاد الكبار وسبيلهم لقطف ثمار نجاحهم حينما تنضج. هذا الصمت تحديدا، هو ما يُخرج الأقزام من جحورها ويجعلها تخبط خبط عشواء حتى تخفض شيئا ما من منسوب الخوف المتمكن من أفئدتها الضريرة. نعم يا سادة، إنه الصمت من يحصد سكينة العدميين. الصمت مخيف لمن تضاعفت “الخميرة” في بطنه ومَهِيبْ لمن إنجازاته تحدث الجلبة في كافة الأرجاء.

السيد عبد اللطيف حموشي، كبير أمنيي المغرب، مثال حي عن كبار رجالات الدولة المنهمكين في تأدية مهامهم بكثير من التركيز وبقليل من الالتفات إلى المنغصات. فحتى عندما انخرط عصاة الوطن في الهمس واللمز بأن الرجل ممنوع من أن تطأ قدامه التراب الفرنسي بفعل فاعل “شاذ”، يقتات بشكل شبه يومي من عبد اللطيف حموشي، الكلمة المفتاح التي يقوم عليها بنيان حسابه التافه على منصة اليوتوب، لم نسمع ضجيجا في الأوساط الأمنية حُيال كل ما يروج من ادعاءات زائفة. بل على العكس من ذلك، القافلة تسير بما يلزم لها أن تسير به إلى أن تلقى الوجهة المنشودة وما يصدر عن الأصوات النشاز لا يعدو أن يكون سوى اعتراف مبطن أن الرجل يلمس بعمله الجاد مواطن الخلل الكامنة في نفوس المغردين خارج السرب.

وتأسيسا على ما سبق، يغدوا توشيح السيد عبد اللطيف حموشي يوم 20 يونيو الماضي بوسام الشرف الذهبي للشرطة الوطنية الفرنسية بشكل استثنائي، وتضمين القرار بالجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ 5 غشت الجاري، دليل دامغ آخر على أن العلاقات المغربية- الفرنسية تعيش أزهى أيامها، لاسيما فيما يتعلق بالتعاون الثنائي في شقه الأمني. فصدر الرجل اعتاد على نياشين الزعامة الأمنية، أكانت صادرة عن فرنسا أو إسبانيا اللتان تعترفان بمهنيته العالية في استتباب الأمن والسلم الدوليين.

ولتكون فاتحة خير لتدفق المزيد والمزيد من التوشيحات الدولية، نقول لأعضاء الطابور الخامس انتكاستكم “يغرق فيها جمل”.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة