قراءة في القصور الإدراكي القانوني لمدعي ”تاصوحافيت” علي المرابط
صدق نابولين بونابرت حينما قال: “مثل الذي خان وطنه وباع بلاده كمثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه”، حيث أن العديد من هؤلاء الخونة يحاولون توهيم العامة على أن حب الوطن نفاق، وإظهاره بدعة، وسيدفعونك من زاوية دينية لأن تعتقد أن مظاهر حب الوطن ما أنزل الله بها من سلطان، يعملون على كتم أنفاس كل مظهر يتنفس حبا بالوطن وكل غيرة متقدة في نفوس الوحدة الترابية للمغرب!
الحديث هنا، عن كبيرهم الذي علمهم “الخيانة”، الصوحافي علي المرابط الذي خرج علينا بفيديو يوم الثلاثاء 20 غشت 2024، وهو يتمتم كعادته، (اللهم لا شماتة)، بعدما اعترف بنفسه أنه تعرض لانتقادات لاذعة جراء وضعه خريطة المغرب مبتورة عن صحرائه في جميع فيديوهاته، حيث كشف في معرض قوله أنه كلف شخصا من أجل حذف جميع التعليقات التي انتقدت فعله هذا، لكونه حسب قوله مجرد ذباب إلكتروني !.
هل كل من يحب وطنه ويرفض المس بالوحدة الوطنية ذباب إلكتروني؟… وهل الترويج لأكاذيب نظام الكابرانات وتبني المغالطات التي أكل عليها الدهر وشرب يمكن اعتبارها حبا للوطن؟ و هل الانزعاج بعودة المغرب لمنظمة الاتحاد الافريقي يعد حبا للوطن؟ هل العمل على تلطيخ سمعة الوطن ليل نهار ودس السموم في الفيديوهات والتدوينات بغرض رؤية المغرب صاغرا يعتبر حبا ؟ هل سيقبل أي مغربي حر محب لوطنه رؤية خريطة وطنه مبتورة حتى وإن كانت في منزل صديق أجنبي؟
يبدو أن الخرجة الأخيرة لعلي المرابط أبانت عن اشتعال “ترمومتر” قلبه بالحقد والبغض تجاه الوطن، الشيء الذي جعله منذ زمان يسقط وما زال إلى الآن في أخطاء كارثية لا يقع فيها حتى الصحفي المتدرب، غليله الذي يحاول أن يشفيه يداوم على نفث البغضاء يمنة ويسرة، الأمر الذي جعله لم يطلع جيدا على القانون الأساسي للاتحاد الافريقي.
علي المرابط حاول بشتى الوسائل وضع وطنه على أنه متناقض مع نفسه، وأن مسألة الانضمام إلى الاتحاد الافريقي هي اعتراف صريح بالكيان الوهمي، لكن ما لم ينتبه له الصوحافي الكسول أن القانون لا يلزم الدول الأعضاء بالاعتراف بالكيانات الوهمية.
فالاتحاد الأفريقي، كمنظمة قارية، يهدف إلى تحقيق أهدافه، لكن الدول الأعضاء غير ملزمة بتنفيذها ضد سيادتها أو مصالحها الوطنية.
وبعبارة أخرى، فإن عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي لا تعني بالضرورة اعترافه بجمهورية وهمية لا وجود لها من الأساس إلا في أجندة عرابتها، وفي مخلية علي المرابط الذي يعاني قصورا إدراكيا وإشكاليا بسبب الجهل المدقع بقوانين المنظمات الدولية.
وفي الأخير، لا يمكن نسيان أن علي المرابط ساند بكل ما أوتي من قوة مسألة تأسيس “الحزب الوطني الريفي” بالجزائر، حيث أنه بعد أقل من 24 ساعة فقط من إعلان الخبر، خرج بشتى أنواع التغريدات، منصبا نفسه محامي الشيطان ومدافعا عن هذا الإعلان البائس.
فماذا تنتظر من إنسان نذل ووضيع، “شيات” لأولياء نعمته الذين يغدقون عليه بالدنانير التي كلما أمطرت جعلت محرار قلبه يفيض غدار وحقدا كـ”حُمَمَة” بركان هائج، فويحك ويحك أيها الصوحافي الكسول، إن كانت هذه هي مفهوم الوطنية لديك، ومبدأ الصحافة المستقلة التي تصدع بها رؤوسنا، فبئس هذه المفاهيم التي “نكحتها” بخيانتك وعمالتك.