• ماي 2, 2025

موسم الهجرة نحو دولة اليساريين البؤساء … فؤاد عبد المومني يكشف عن خارطة الطريق

النظام المغربي يستغيث. النظام السياسي القائم بالمغرب يطلب “السلة بلا عنب” في مواجهة بطش جوقة اليساريين اللقطاء. المغرب يُهَادِنْ واليسار يُصَعِّد. اليسار أقسم بأغلظ الأيمان ولن يتراجع عن قسمه حتى لا يصوم ثلاثة أيام كفارة اليمين. المغرب أوجد لنفسه مقعدا في الصفوف الأخيرة لمشاهدة المسرحية، فإن تقدم أمامها صار هو عمقها وإن تراجع إلى الخلف سيحيط بكافة جوانبها. اليسار يرمي المغرب بغبائه المبين.

أو على الأقل هكذا يتهيأ المشهد السياسي اليوم بالمغرب لبقايا اليسار المتهالك. إنهم لا يختلفون في شيء عن المتشبعين بالطروحات الانفصالية، حيث كل شرذمة خارجة عن سواء السبيل تبحث لنفسها عن أرض أو فضاء دنيوي يتسع لنزعتها التخريبية. الانفصالي كما اليساري العدمي، هي كائنات تنتعش وتزدهر في ظل الاضطرابات والشتات المجتمعي. وأي حياة تؤطرها القوانين والأعراف فهي حتما تهدد وجودهم وتندر بانقراض وشيك لسلالتهم. لذلك، تجد اليساري “المنحل” يعيث فسادا باسم الحرية والوجود اللامشروط للإنسان على كوكب الأرض.

وباسم الحريات المفترى عليها، تنطلق أولى شرارات اختلاط الرفاق وتبرز مظاهر الفسق والفجور فيما بينهم. فمنهم من يستهدف الرفيقات والزميلات وحتى زوجات العشيرة الحقوقية سحقا!!! بينما آخرون يجدون ضالتهم في أبناء جنسهم وبئس ما يأتون من منكر.

وحتى عندما تتوغل رِجْلُهُم في الوحل أيما توغل، تجود عليهم السماء بشآبيب الرحمة والانعتاق لينصهروا من جديد داخل المجتمع. وما هي إلا أيام معدودة يلزمون فيها الصمت كثور هائج يعود إلى الخلف بضع أمتار كي ينطلق بشراسة ويحصد الأخضر واليابس في طريقه.

وكذلك كان، صارت آلية العفو الملكي السامي منطلقا خبيثا يتكأ عليه لقطاء اليسار للضرب في استقرار البلاد ودس السم في العسل، عبر خطابات تذهب في مجملها صوب إسقاط نظام سياسي عتيد قائم منذ ما يربو على اثني عشر قرنا. إنه اليسار  “المتعفن” الذي يتوقف وجوده في الحياة على مدى قابلية تحقيق غرائزه المشبوهة، ضدا في الطبيعة والقانون والأعراف أو حتى البشرية الجمعاء. فإن أراد اليساري لشيء أن يكن يعتقد أنه سيكون بحكم خياله المترامي الأطراف.

وبما أن الحديث قادنا للتوقف على “اليسار”، فيسكون من البديهي أن نتذكر زعيمهم فؤاد عبد المومني، الذي كشف لنا عن بعض من ملامح مشروعه الواعد. الرجل يبحث مليا عن تأسيس دولة جديدة تَلُمُّ شتات اليساريين. عبد المومني يعتصر “فؤاده” من زمان لأن البحث أضناه عن أرض مناسبة لإقامة دولة يسارية يعاكس بها ومن خلالها المغرب. وحتى لا نتنمر عليه أو نصنع منه مادة دسمة للسخرية، توجه ناهب أرصدة مؤسسات القروض الصغرى إلى المصطفى الرميد، وزير العدل وحقوق الإنسان الأسبق، بلهجة شديدة يدعوه عبرها إلى تحديد موقفه وإلى أي جهة يذهب دعمه المباشر. أو بمعنى أصح، فؤاد عبد المومني يتوعد الرميد ويعلنوها صراحة “لكم دولتكم ولي دولتي”.

يتوجب علينا صدقا أن نشكر السيد المصطفى الرميد لأن تدوينته التي عبر فيها عن ما يخالج صدور المغاربة من عرفان وامتنان مع كل عفو ملكي يصدر لفائدة عدد من السجناء باختلاف انتماءاتهم، قد أخرجت فؤاد عبد المومني عن جادة الصواب وحجمت مقامه ودفعته للكلام السابق لأوانه المتفق عليه مع الرفاق ربما. بل وأثارت الريبة والشكوك حُيال قواه العقلية. وخلافا لأي قائل قد يظن أن المومني وأمثاله ينصبون العداء والبغضاء لكل من يخالف توجهاتهم، نقول “إن وراء الأكَمةِ ما وراءها”، الرجل ليس في أحسن حال واندحار مخططاته الرامية إلى إقبار النظام وزرع فتيل الفتنة بين أبناء الوطن الواحد لم تأتي أُكلها، لذلك فهو يرقص رقصة الديك المذبوح قبل أن يتهاوى ويسقط طريح الأرض.

وإن صح وعيده “المزعوم” فماذا هيأ فؤاد عبد المومني لأرض اليساريين الجديدة؟؟ ومتى سينطلق موسم الهجرة نحوها حتى نكون أول المودعين له؟؟ هل سيتجهون لها عبر القوافل أو المركبات الفضائية؟؟. هل هي أرض جديدة لم يسبق للجنس البشري أن حل بها أم أنها هبة جزائرية لإقامة مستعمرة جديدة في الصحاري؟؟

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة